Initiative Dadd Freiwilligenarbeit

المانجو السحري

مبادرة ض – قصص مؤلفة

المانجو السحري

وصف القصة

“رحلة حول العلوم : استكشاف قصة المانجو السحري

الوصف:
في هذا المقال، سنتعمق في قصة المانجو السحري، هل سمعت عن مانجو سحرية من قبل؟، لنرى قصتها سويا

المقدمة:
أثناء استكشافهم لعليّة الجدة، يعثر كلٌّ من إياد وتاليا على صحيفة قديمة جدًّا، ومع فتحها تبدأ مغامرة تاريخية مثيرة عن بذور المانجو السحري والفتى الذي يحاول إرسالها عبر التلغراف من الهند إلى لندن.

نبذة عن القصة:
حيث تتناول قصة المانجو السحرية، قصة فتاة ارادت زراعة شجرة مانجو في القرن التاسع عشر فماذا حدث يا ترى؟

ذَاتَ يَوْمٍ، وَجَدَتْ تاليا وَشَقِيقُها الصَغَيرُ، إِيَاد، صُنْدُوقَا قَدِيمًا فِي عِلِيَّةٍ مَنْزِلِ جَدَّتِهِمْ لَقَدْ كَانَ صُنْدُوقًا خَشَبيّا جَمِيلًا مُغَطّىً بِأَتْرِبَةٍ كَثِيفَةٍ وَأَنْسِجَةِ عَنْكَبُوتٍ، وَقَدْ فُتِحَ بِكَسْرٍ صَغِيرٍ لِتُكْشَفَ أسْرَارُهُ أَمَامَ أعْيُنهِمَا الشَغُوفَة.

«إِنَّهُ مَلِيءٌ بِالصُّوَرِ وَالرَسَائِلِ القَدِيمَةِ!»

صَرَخَ إِيَادُ وَمَرَّرَ أَصَابِعَهُ عَلَى كَومَةٍ صَغِيرَةٍ أَمَامَهُ مِنَ الوَرَقِ الأصْفَرِ .

نْحَنَتْ تالِيا لِتَأْخُذَ صُورَةً.

« هَذِهِ تُشْبِهُ دُودُو عِنْدَمَا كَانَتْ صَغِيرَةً.

بِالتَّأْكِيدِ، كَانَ عُمُرُهَا خَمْسَةَ أَوْ أَرْبَعَةَ أَعْوامِ.»

نْظُرْ، إِنَّهَا جَرِيدَةٌ قَدِيمَةٌ!

قَرَأَ إيادُ التَّارِيخَ عَلَى الصَّفْحَةِ، غَيْرَ مُتَأْكِدٍ بَعْضَ الشَّيْءِ :

٢٦ سِبْتِمْبَر ١٨٩٠؟

يَبْدُو وَكَأَنَّهُ قَدْ حَدَثَ مُنْذُ وَقَتٍ طَوِيلٍ .

قَاطَعَتْهُ تالِيا قائِلَةً: حَقًّا، إِنَّهَا قَدِيمَةٌ جِدَّاً!

حَتَّى إِنَّ جَدَّ جَدَّتِنَا لم يَكُنْ قَدْ وُلِدَ بَعْدُ!!

فتَحَتْ تاليا الصَّحِيفَةَ بِحِرْص وَلَاحَظَتْ دَائِرَةً حَمْرَاءَ فِيْ إِحْدَى الصَّفَحَاتِ

« كُلُّ مَنْ قَرَأَ هَذِهِ الصَّحِيفَةَ مِنْ قَبْلُ قَدْ وَجَدَهَا مُمْتِعَةً بِالتَّأْكِيدِ! أَتَسَائَلُ لِمَاذَا؟»

سَأْلَهَا إِيَادُ: ماذا تَقُولُ؟

نْظُرْ، إِنَّهَا جَرِيدَةٌ قَدِيمَةٌ!

قَرَأَ إيادُ التَّارِيخَ عَلَى الصَّفْحَةِ، غَيْرَ مُتَأْكِدٍ بَعْضَ الشَّيْءِ :

٢٦ سِبْتِمْبَر ١٨٩٠؟

يَبْدُو وَكَأَنَّهُ قَدْ حَدَثَ مُنْذُ وَقَتٍ طَوِيلٍ .

أَحْدَثُ بَرْقِيَّاتٍ.

«بَرْقِيَّاتُ رُويْترز»

وَاقِعَةُ المَانْجُو السِّحْرِيّ.

لنّدُن، ٢٥ سِبْتِمبِر

تَنْشُرُ صَحِيفَةُ التايْمز نَصَّا يُفِيدُ بِأَنَّ فَتَآةً صَغِيرَةً مِنْ لُنْدُنَ تَبْحَثُ عَنْ بُذُورِ شَجَرِ المَانْجُو السِّحْرِيّ.

يُمْكِنُ إِرْسَالُ عُرُوضِ المُسَاعَدَةِ عَنْ طَرِيقِ التِلِغْرَافِ إِلَى العُنْوانِ التّالِي…

 

تَعَجَّبَ إِيَادٌ قائِلًا: بُذَورُ المَانْجُو السِِّحْرِيّ؟ مَاذَا يَعْنِي ذَلِكَ؟

لَقَدْ رَأَى الكَثِيرَ مِنَ المَانْجُو فِي حَيَاتِهِ وَأَكَلَهَا، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ سِحْرِيًّا أَبَدًا، أَوْ حَتَّى وَقْتِنَا هَذَا عَلى الأقلِ.

رَدَّتْ تاليا قَائِلَةً: لا أَعْرِفُ، أَعْتَقِدُ أَنَّهُ مِنَ الأَفْضَلِ أَنْ نَسْأَلَ دُودُو.

فِي الطَّابِقِ السُفْلِيِّ، غَطَّتْ دُودُو فِي سُبَاتٍ هَادِيِ عَلَى كُرْسِيِهَا الهَزَّازِ .

«دُودُو، دُودُو» صَاحَ كُلٌ مِنْ تاليا وَإِيَاد: مَا هُوَ المَانْجُو السِحْرِيّ؟

-«المَانْجُو السِحْرِيّ؟ أيْنَ سَمِعَتُمَا عَنْ شَيْءِ كَهَذَا؟»

-« وَجَدْنَا صَحِيفَةً قَدِيمَةً فِي عِلِّيَّةِ، تَقُولُ إِنَّ فَتاَةً صَغِيرَةً مِنْ لُنْدُنَ تَبْحَتُ عَنْ بُذُورِ شَجَرِ المَانْجُو السِّحْرِيّ.»

-«اه، نَعَم».

* أَضَاءَ وَجْهُ دُودُو.

«إِنَّهَا قِصَّةً قَدِيمَةٌ يَا أَحِبَّائي، سَمِعتُهَا مِنْ جَدِي الكَبِيرِ مُنْذُ سَنَواتِ عَدِيدَةٍ، كَانَ يَعْرِفُ تِلْكَ البِنْتَ الصَّغِيرَة.»

-«كَانَ يَعْرِفُهَا؟ كَيْفَ؟»

-«نَعَم، وَسَاعَدَهَا لِتَحِدَ بُدُورَ المَانْجُو السِحْرِيَّةَ».

<فِي يَوْمِ مِنَ الأيَّامِ، عِنْدَمَا كَانَ عُمْرُ جَدِّيَ الْكَبِيرِ قُرَابَةَ خَمْسٍ أَوْ سِتِّ سَنَوَاتٍ، سَمِعَ وَالِدَيهِ يَتَّنَاقَشَانِ فِي وَاحِدٍ مِنْ أَغْرَبِ الأَخْبَارِ التِي قَرَأَهَا

فِي الصَّحِيفَةِ.»

قَاطَعَهَا إِيَادْ: الْجَرِيدَةُ التِي وَجَدْنَاهَا.

«نَعَم، هِيَ. كَانَتْ فَتَاةٌ صَغِيرَةٌ تَعِيشُ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ الكَبِيرَةِ الَتِي تُدْعَى لَنْدُن قَدْ بَعَثَتْ بِرِسَالَةٍ إِلَى الصَحِيفَةِ تَطْلُبُ فِيهَا المُسَاعَدَةَ لِلعُثُورِ عَلَى بِذْرَةِ المَانْجُو السِحْرِيَّةِ! تَنَاقَلَتْ وَكَالَاتُ الأنْبَاءِ رِسَالَتَها إِلَى جَمِيعِ أنْحَاءِ العَالَم، حَتَّى إِنَّهَا قَدْ نُشِرَتْ فِي مَجَلَّةِ التَّايْمِزِ الهِنْدِيَّةِ فِي بُومُباي.»

لَمْ يَكُنْ جَدِّي الكَبِيرُ يَعْرِفُ مَكَانَ لُنْدُنَ، وَلَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ لِمَ لَا يَزْرَعُ النَّاسُ فِيهَا المَانُجُو خَاصَّتَهُمْ، كَمَا أَنَّهُ لَا يَعْرِفُ كَيْفَ يُمَكِنُهُ إِرْسَالُ تِلِغْرَاف.

لكِنَّهُ، فِي ذَلِكَ المَسَاءِ، قَرَرَ أَنَّهُ سَيُسَاعِدُ تِلْكَ الفَتاَةَ الصَغِيرَةَ لِلعُثُورِ عَلَى بَذُورِ المَانُجُو السِحْرِيَةِ.

اِسْتَطْرَدتْ دُودُو قائِلَةً: المُشْكِلَةُ أَنَّهُ لَمْ تَكُنْ لَدَيهِ أَيٌّ فِكْرَةٍ أَيْنَ يَجِدُ ذَلِكَ الشَيءَ. كَانَ هُنَاكَ الكَثِيرُ مِنْ أَشْجَارِ المَانُجُو حَوْلَهُ، وَكُلُّهَا سِحرِيَّةٌ فِي حَدٍّ

ذَاتِهَا …

لِذلِكَ قَرَّرَ أَنْ يُرسِلَ للفَتَاةِ الصَّغِيرَةِ بِذْرَةً مِنْ حَدِيقَتِهِ الخَاصَّة. البِذْرَةُ كَانَتْ مِن شُجَرَةِ المَانُّجُو الجَمِيلَةِ الّتِي كَانَ يَسْتَظِلُّ تَحْتَهَا الأَطْفَالُ مِنْ حَرَارَةِ صَيْفِ الحارِقَةِ، وَثِمَارُها… آه، كَانَتْ ثِمَارُهَا سِحِرِيَّةً حَقًّا!

فِي اليَوْمِ التَّالِي، سَارَ الجَدُّ الأكْبَرُ إِلَى مَكْتَبِ التِلِغْرَاف، وَفِي يَدِهِ إِحْدَى بُذُورِ المَانُجُو.

تَحَدَّثَ إِلَى مُوَظَّفِ التِلِغْرَافِ

بِثِقَةٍ مُمْسِكًا بِيَدِهِ بِذْرَةَ المَانُجُو : أَنَا أُرِيدُ أَنْ أُرْسِلَ هذِهِ البِذْرَةَ كَبَرْقِيَّةٍ إِلَى لُنْدُنَ.

ضَحِكَ الرّجُلُ بِصَوْتٍ عَالٍ قَائِلًا : لَا يُمْكِنُكَ إِرْسَالُ هذِهِ البِذْرَةَ بِوَاسِطَةِ التِلِغْرَافِ الكَهْرَبائِيّ!

عَلَيْكَ إِرْسَالُها عَنْ طَرِيقِ البَرِيدِ. بِالطَبْعِ، يَسْتَغْرِقُ الوُصُولُ إِلَى لُنْدُنَ وَقْتًا أَطْولَ بكثير. 

قَالَ جَدِّيَ الكَبِيرُ مُعتَرِضًا: وَلِكِنْ، لِمَ لَا؟ ثُمَ تَابَعَ: لَقَدْ سَمِعْتُ وَالِدَيَّ يَتَحَدَّثَانِ بِشَأْنِ سَيِّدَةٍ فِي أُورُوبًا ذَهَبَتْ إِلَى مَكَتَبِ التِلِغْرَافِ لِتُرْسِلَ مَلَابِسَ وَطَعَامًا لِوَلَدِهَا الّذِي ذَهَبَ لِلحَرْبِ بَعِيدًا.

أَجَابَ المُوَظَّفُ: لِأَنَّ هذِهِ لَيْسَتِ الطَّرِيقَةَ الَّتِي يَعْمَلُ بِهَا التِلِغْرَافُ. تُمّ أَضَافَ مُسْرِعًا، كَمَا لَوْ كَانَ يَقْرَأُ عَقْلَهُ: لَا طَعَامَ، ولَا مَلَائِسَ، ولَا بُذُورَ المَانُجُو!

«أَحَسَ جَدِيَ الكَبِيرُ بِالإِحْبَاطِ. لَقَدْ مَشَى كُلَّ هذا الطَّرِيقِ الطَوِيلِ إِلَى مَكْتَبِ التِلِغْرَافِ حَامِلًا بُذُورَ المَانُجُو السِحرِيَّةَ فِي يَدِهِ، فَقَطْ لِيَعْلَمَ أَنَّهُ حَتَّى التِلِغْرَافَ الكَهْرَبائِيَّ لا يُمْكِنُهُ إِرْسالُهَا بِسُرْعَةٍ مِنَ الهِنْدِ إِلَى لُنْدُنَ.»

لِمَاذَا، إِذْنْ، اِعْتَقَدَ الجَمِيعُ أَنَّ هذِهِ هِيَ أَعْظَمُ تِكْنُولُوجيَا فِي عَصْرها، إِذا لَمْ يَكُنْ بِإِمْكَانِهَا حَتَّى إِرْسالُ بُذُورِ المَانُجُو إِلَى لُنْدُنَ؟

«حَاوَلَ المُوَظَّفُ أَنْ يُسَرِّيَ عَنْهُ فَقَالَ : لَا يُمْكِنُكَ

إِرْسَالُ نَواَةٍ عَبْرَ التِلِغْرَافِ، لكِنْ يُمْكِنُكَ القِيَامُ

بِأَشْيَاءَ أُخْرَى.

يُمْكِنُكَ إِرْسَالُ الرَسَائِلِ.

أَوِ المُوسِيقَى.

أَوْ لَعِبُ الشَطْرَنُج.

سَيَتِمُ تَحْوِيلُ الكَلِمَاتِ الَتِي تَخْتَارُ إِرْسَالَهَا إِلَى إِشَارَاتٍ كَهْرَبائِيَّةٍ، وَسَتَنْتَقِلُ عَبْرَ أَسْلَاكِ التِلِغْرَافِ عَبْرَ العَدِيدِ مِنَ الأَرَاضِي وَالبِحَارِ حَتَّى تَصِلَ إِلَى

لُنْدُنَ.»

«هُنَا، سَأْكْتُبُ رِسَالَتَكَ عَلَى هذِهِ الوَرَقَةِ، وَسَأْرْسِلُهَا بِمُساعَدَةِ هذِهِ الآلَةِ. يَجِبُ أنْ تَكُونَ الرِسالَةُ قَصِيرَةً وَوَاضِحَةً، وَإِلّا سَتَكُونُ بَاهِظَةَ التَّمَنِ.»

«

«أَعْتَقِدُ.. أَعْتَقِدُ أَنَّكَ مُحِقُّ. سَأُرْسِلُ البِذْرَةَ بِالبَرِيدِ وَأْرْسِلَ رِسَالَةً عَبْرَ التِلِغْرَافِ لِأَقُولَ إِنَّنِي قَدْ أَرْسَلْتُ البِذْرَةَ بِالبَرِيدِ.»

«تَنَهَّدَ المُوَظَّفُ قَائِلًا : نَعَمْ، هَذَا هُوَ الصَوَابُ. تُمَّ جَلَسَ إِلَى مَكْتَبِهِ حَيْثُ بَدَأَ في النَقْرِ بِإِيقَاعِ عَلَى أَزْرَارِ هَذِهِ الآلَةِ. سَتَصِلُ بُذُورُ المَانُجُو السِحْرِيَةُ بِالبَرِيدِ مِنَ الهِنْدِ. الرَّجَاءُ تَأْكِيدُ الاِسْتِلَامِ.»

«الرّسَالَةُ فِي طَرِيقِهَا الآنَ.

مِنْ بُومْباي، سَتَعَبُرُ البَحْرَ العَرَبِيَّ إِلَى عَدَن ثَمَّ إِلَى شِبْهِ الجَزِيرَةِ العَرَبِيَّةِ مِنْ خِلَالِ أَسْلَاكِ مَمْدُودَةٍ فِي قَاعِ البَحْرِ. بَعْدَ ذَلِكَ سَتَعْبُرُ مِنْ خِلالٍ مِضْرَ وَمَالُطَة وَجَبَلٍ طَارِقٍ، ثُمَّ تَصِلُ بِرِيطانِيَا. سَتَرَى زَمِيلَتِي فِي لُنْدُنَ العَدِيدَ مِنَ النِّقَاطِ وَالشَّرْطَاتِ مَطْبُوعَةً عَلَى قِطْعَةٍ وَرَقِيّةٍ.»

«نِقَاطٌ وَشَرْطَاتْ؟ وَلِكِنْ، كَيْفَ سَيَفْهَمُ النّاسُ رِسَالَتِيْ إِذَنْ؟»

«قَالَ المُوَظَّفُ: هَاه، لَا تَقْلَقْ بِشَأْنِ ذَلِكَ! تَدَرَّبَ مُوَظَّفُو التِلِغْرَافِ عَلَى فَكَّ رُمُوزِ الرَسَائِلِ الْأَكْثَرِ غُمُوضًا.

وَهُمْ يَعْرِفُونَ بِالضَبْطِ عَدَدَ النِّقَاطِ وَالشَرْطَاتِ المُسْتَخْدَمَةِ لِتَمْثِيلِ كُلِّ حَرْفٍ مِنِ حُرُوفِ الأَبجَدِيَّةِ. يُمْكِنُهُم حَتَّى فَهْمُ الرِسَالَةِ عِنْدَمَا يَسْمَعُونَ نَقَرَاتِ هَذِهِ الآلَةِ!»

«قَالَ جَدِّيَ الكَبِيرُ بِإِصْرَارٍ: لَكِنْ، مَاذَا لَو فَقِدَتِ الرّسَالَةُ فِي الطّرِيقِ؟ بَدَا هذا وَكَأنَّهُ طَرِيقٌ طَوِيلٌ لِلغايَةِ لِوُصُولٍ رِسَالَتِهِ بِالتَأْكِيدِ، قَدْ يَحْدُثُ

خَطَأْ مَا.»

«حَسَنًا، لَا تُوجَدُ تِكْنُولُوجيَا مِثَالِيَّةٌ. فِي بَعْضِ الأحيَانِ تَضِيعُ الرَّسَائِلُ فِي الطَّرِيقِ. قَدْ يَكُونُ هُنَاكَ حَادِثٌ، إِذَا قَطَعَتْ سَفِينَةٌ عَابرَةٌ السَّلْكَ تَحْتَ المَاءِ بِمِرْسَاتِهَا. أَوْ قَدْ يَنْجَرِفُ السِّلْكُ تَحْتَ الماء ثقل برنقيل الأوز وَالشَّعاب المَرْجانِيَّة الّتِي تَنْمُو عَلَيهِ. تُدَمَّرُ الأَسْلَاكُ الأَرْضِيَّةُ فِي بَعْضِ الأحْيانِ بِسَبَبِ العَواصِفِ وَالحَيَوانَاتِ البَرِّيَّةِ. لَكِنّ مُهَنْدِسِينَا يُحَاوِلُونَ إِصْلاحَهَا فِي أَسْرَع وَقْتٍ مُمْكِنٍ حَتَّى يَتَمَكَنَ النَّاسُ مِنْ إِرْسَالِ رَسائِلِهِم بِاسْتِمْرَارٍ مِنْ مَكَانٍ لآخَرٍ.»

قَاطَعَهَا إِيَادُ: مِثْلُ الإِنْتزنِت اليَوْم، فِي بَعْضِ الأَحْيَانِ يَنْقَطِعُ الإتَّصَالُ، وَلَا يَعْرِفُ أَحَدْ السَّبَبَ.

مَازَحَتْهُ تَالِيًا : نَعَم. لَكِنْ، فِي ذَلِكَ الوَقْتِ فِي القَرْنِ التّاسِعِ عَشَرَ، لَمْ يَكُنْ لَدَى الجَمِيعِ تِلِغْرَافٌ فِي مَنَازِلهِمْ.

ابْتَسَمتَ دُودُو اِبْتِسَامَةً خَبِيثَةٍ قَائِلَةً: وَلَيْسَ الجَمِيعُ لَدَيهِ جِهَازُ كُمْبيُوتِر فِي الوَقْتِ الحاضِرِ أيْضًا. عَلَى الرّغْمِ مِنْ أنَّ بَعْضَ الأشْخَاصِ أصْبَحُوا مُرْتَبِطِيْنَ جِدًّا بِهواتِفِهِمُ المَحْمُولَةِ.

سَأَلَ إِيَّاد مُحَاوِلًا تَغْيِيرَ الكَلَامِ: مَاذَا حَدَثَ بَعْدِ ذَلِكَ؟ هَلْ وَصَلَتِ البُذُورُ إِلَى لُنْدُنَ؟

«نَعَم، وَصَلَتْ كَمَا وَصَلَتِ البَرْقِيَةُ.

زَرَعَتْ البِنْتُ الصَغِيرَةُ البِذْرَةَ فِي حَدِيقَتِهَا وَانْتَظَرَتْهَا لِتَنْمُوَ .

انتَظَرَتْ وَاِنْتَظَرَتْ، وَمَازَالَتْ تَنْتَظِرُ وَلَمْ تَنْمُ.

عَلَى الأَقَلِّ لَيْسَ سَرِيعًا كَمَا يَجِبُ عَلَى شَجَرَةٍ سِحْرِيَّةٍ كَمَا رَأَتُها تَنْمُو فِي مَعْرَضٍ فِي لُنْدُنَ. رَجَعَ سَاحِرْ مَشْهُورٌ مِنْ رِحْلَتِهِ فِي الهِنْدِ، وَعَرَضَ عَلَيهِمْ حِيلَةَ المَانُجُو السِحْرِيِّ.»

«حِيلَةُ المَانَجُو السِحْرِيُّ!»

«حَسَنًا، نَعَم، تِلْكَ الخُدْعَةُ الشَّهِيرَةُ الَتِيْ يَقُومُ بِهَا السَّحَرَةُ فِي الشَّوارِعِ مُنْذُ العُصُورِ القَدِيمَةِ. إِنَّهُمْ يَجْعَلُونَ البُذُورَ تَنْمُو إِلَى شَجَرَةِ المَانجُو بِسُرْعَةٍ مُذْهِلَةٍ.

رَأيتُهُم بِنَفْسِي عِدَّةَ مَرَّاتٍ.»

ابْتَسَمَ إِيَادُ قَائِلًا: هَذَا هُوَ التَفْسِيرُ لِذَلِكَ!

هَزَّتْ تالِيا رَأَسَهَا مُفَكّرَةً: نَعَم. يَسْتَغْرِقُ الأَمَرُ سَنَواتٍ حَتَّى تَنْمُوَ شَجَرَةٌ.

حَتَّى شَجَرَةَ المَاتُجُو السِحْرِيّ.

«نَعَم

هَلْ تَعْلَمُونَ؟

أُعْلِنَ التِّلِغْرَافُ الكَهْرَبَائِيّ فِي الهِنْدِ إِلَى الجُمْهُورِ فِي عَامِ ١٨٥٥، بَيْتَما كَانَتْ بريطانيا وَالوِلَايَاتُ المُتَّحِدَةُ الأَمْرِيكِيَّةُ مُتَّصِلَتَيْنِ بِسِلْكِ عَبْرَ الأَطْلَسِيّ فِي ١٨٦٦. اِسْتَخْدَمَتِ الإِدَارَةُ العَسْكَرِيَّةُ البَرِيطَانِيَةُ وَالتُجَارُ، والنَّاسُ عُمُومًا، التِكْنُولُوجِيا لحَدِيثَةَ فِي مُخْتَلِفٍ وَسَائِلِ الاِتِصَالِ. اِسْتَخْدَمَتِ الصُحُفُ وَوِكَالَاتُ الأَنْباءِ التِلِغرافَ لِبَثّ الأخْبارِ بِانْتِظَامِ مِنَ لهِنْدِ إِلَى مُخْتَلِفٍ دُوَلِ العَالَمِ. أَرْسِلَتِ الرّسائِلُ بِواسِطَةِ نَبَضَاتِ التَّيَّارِ الكَهرَبَانِيِّ بِطُولَيْنِ مُخْتَلِفِيْنِ -النَّقَاطُ وَالشَّرْطَاتُ – ) حَيْثُ تُمَثِّلُ المَجْمُوعَاتُ المُخْتَلِفَةُ مِنَ النِّقَاطِ وَ الشَّرْطاتِ أَحْرُفًا وَأَرْقامًا مُخْتَلِفَةً. تَدَرَّبَ مُشَغِّلُو التِلِغرَافِ عَلَى التَّعَرُّفِ عَلَى الصَّوْتِ أَو النَقَراتِ الخَاصَّةِ بِأْدَواتِهِمْ لَدَى تَلَقِّيهِم هذِهِ النِقاطِ وَالشَّرْطَاتِ، وَبِالتَّالِي تَمَكَنُوا مِنْ قِرَاءَةِ الرَّسَائِلِ عَنْ طَرِيقِ السَّمْعِ. لَاحِقًا، قَامَتِ الآلَاتُ أيْضًا بِطِبَاعَةِ النِقاطِ وَالشَّرْطاتِ عَلَى قِطْعَةٍ طَوِيلَةٍ مِنَ الوَرَقِ تُعْرَفُ بِاسْمِ الشَرِيط.

لتَمْضِيَةِ الوَقْتِ، يَتَحَدَّثُ مُشَغّلُو التِلِغرافِ مَعَ بَعْضِهِمْ أو حَتَّى يَلْعَبُونَ لُعْبَةَ الشَطْرَنُج مَعَ زُمَلائِهِمْ عَنْ بُعْدِ آلافِ الأَمْيالِ عَبْرَ الأَسْلَاكِ الكَهْرَبَائِيَّةِ.

هَلْ تَعْلَمُونَ؟

فِي القَرْنِ التَّاسِعَ عَشَرَ، كَانَتْ خُدْعَةُ المَانُجُو وَاحِدَةً مِنْ أَشْهَرِ الحِيَلِ الَتِي قَامَ بِهَا السَحَرَةُ فِي الشَّوَارِعِ الهِنْدِيَّةِ وَالَتِي كَانَتْ مَوْصُوفَةً فِي كَثِيرٍ مِنَ الأحيانِ فِي الرِوَايَاتِ الأورُوبِّيَّةِ فِي الحَديِثِ عَنْ السَّفَرِ إِلَى الهِنْدِ. قَامَ السَّاحِرُ بِزِرَاعَةٍ بِذْرَةٍ فِي الأَرْضِ، وَسَقَاهَا وَغَطَّاهَا بِسَلَّةِ. كَرَّرَ هَذَا الفِغْلَ عِدَّةَ مَراتٍ حَتَّى نَمَتِ البِذْرَةُ لِتُصْبِحَ شَجَرَةً صَغِيرَةً مُثْمِرَةً.

ظَهَرَتْ شَجَرَةُ المَانُجُو أَيْضًا فِي الأَلْغَازِ، مِثْلَ تِلْكَ الَتِي نُشِرَثْ فِي مَجَلَّةٍ لِلأَطْفَالِ فِي بريطانِيا

«مَا هِيَ الشَجَرَةُ المُتَغَطْرِسَةُ الَتِي تُغْطِي الأَوامِرَ؟»

الإِجابَةُ: المَاتُجُو (مان، جُو!)

 

الخلاصة

أثناء استكشافهم لعليّة الجدة، يعثر كلٌّ من إياد وتاليا على صحيفة قديمة جدًّا، ومع فتحها تبدأ مغامرة تاريخية مثيرة عن بذور المانجو السحري والفتى الذي يحاول إرسالها عبر التلغراف من الهند إلى لندن.

 

تأليف: أميليا بونيا

رسوم: لون بلكوزي

ترجمة: ولاء راشد

تدقيق ومراجعة: سنين النجار

تنسيق التصميم: محمد الفرا

 

آخر الإضافات

Nach oben scrollen