- 4916095470403+
- board@dadd-initiative.org
أنس .. صديق الأشجار
مبادرة ض – قصص مؤلفة

- التصنيف: سلوك وقيم
- عدد التحميلات : 50
- نوع الملف: PDF
- تأليف: فيناياك فارم
وصف القصة
“رحلة حول سلوك وقيم : استكشاف قصة انس صديق الأشجار”
الوصف:
في هذا المقال، سنتعمق انس صديق الأشجار، حيث احب انس الطبيعة وخصوصا الاشجار حيث ادرك اهميتها بالنسبة لجميع الكائنات، فماذا فعل يا ترى؟.
المقدمة:
يقوم أنس بأفضل وظيفة في العالم، إذ أنه ينتج غابات. اقرأ هذه القصة لتعرف كيف؟.
نبذة عن القصة:
حيث تتناول قصة انس صديق الأشجار، اهمية زراعة الاشجار والاهتمام بالبيئة.
في يومٍ من الأيام، كانَ هناكَ رجلٌ يُدعى أنس ، كانَ أنس طيبَ القلبِ ويحبُ جميعَ المخلوقات، وخاصةً الأشجار، فهو يشعرُ بالحزنِ عندَ رؤيةِ بعضِ الأماكنِ الخاليةِ من الزروعِ والأشجار، بينما يفرحُ جدًا لرؤيةِ اللونِ الأخضرِ في كلِ مكانٍ من حوله.

كانَ أنس عاشقاً للرحلاتِ والمغامرات، وفي يومٍ من الأيام، بينما كان يتجولُ بالقربِ من شاطئِ نهرِ براهمابوترا الشهير في الهند، وجدَ مكانًا جافًا جدًا، وخاليًا تمامًا من النباتاتِ والأشجار، فقط حرارةُ الشمسِ الملتهبةِ والرمالِ الناعمة، ولا وجودَ لأي شجرةٍ يستظلُ بها.

لاحظَ أنس أن الرمالَ تظهرُ من حولهِ في شكلِ خطوط، فتعجبَ لها قائلًا: يالها من رمال غريبة حقا! وهنا قررَ جاداف أن يقتربَ منها ليراها بوضوحٍ أكبر، فكانت المفاجأة.

لم تكن الخطوطُ التي رآها أنس سوى مجموعةٍ من الثعابينِ الراقدةِ فوقَ الرمالِ الساخنة، وكانت الأرضُ مفروشةً بالثعابينِ تمامًا.
وقفَ أنس حائرًا عند رؤيةِ هذا المنظر، ثم قالَ لنفسه: لابد أن فيضانَ النهرِ بالأمسِ هو من أتى بالثعابينِ إلى هنا.

ثم لاحظَ أنس أن الثعابينَ ظلت مستلقيةً على الأرضِ دونَ حراك، فلم يقتربْ منه ثعبانٌ ليلدغهُ مثلا، ولم تتمايلْ الثعابينُ وتهسهسُ كعادتها، فتعجبَ لأمرها، إلا أنه سرعانَ ما أدركَ الأمر، فهذه الثعابين قد أرهقتها حرارةَ الشمسِ الشديدة ويبدو أنها تموت الآن.
وهنا شعرَ أنس بحزنٍ شديد، قائلًا في أسى: (لو أن شجرةً واحدةً هنا، لاستطاعت تلك الثعابينُ المسكينةُ الاستظلالَ بها والاختباءَ من الحرارةِ القاتلة).

لم يحتملْ أنس المشهدَ المؤلمَ الذي رآهُ قربَ النهر، فانفجرَ بالبكاءِ بسببِ عجزهِ عن إنقاذِ الثعابينِ المسكينةِ من الموت، ولكنه سرعانَ ما توقفَ عن البكاءِ قائلًا لنفسه:(لا يجب أن أستسلم أبدا، لابد أن أحاول) .
وكانت تلك هي نقطةِ الإنطلاقِ بالنسبة أنس من أجلِ تحقيقِ حلمهِ الأكبرِ في الحياة، ألا وهو أن يصبحُ العالمُ كله مكسوًا باللونِ الأخضر.
فعادَ أنس إلى قريتهِ مسرعًا، وقامَ بجمعِ براعمِ أشجارِ البامبو الشهيرةِ من أجل زراعتها في تلك المنطقة الفقيرة. وكانت أشجارُ البامبو هي الأنسبَ للزراعةِ في تلك المنطقةِ الصحراوية، لأنه من النباتاتِ التي تتحملُ الحرارةَ الشديدة.

بدأ أنس في زراعةِ أشجارِ البامبو، وواجهَ العديدَ من الصعوبات، فقد كان عملًا شاقًا للغاية، ولم يسلمْ من المفاجأت، وعلى الرغمِ من مهمتهِ الصعبةِ التي امتدت لسنوات، إلا أنه لم يستسلم ولم يتراجع عما اتخذه من خطوات.
كما أن الأحوالَ الجوية كانت تساعدهُ أحيانا، وتعرقلُ مهمتَه في أحيانٍ أخرى، إلا أن جاداف عقدَ العزمَ على استكمالِ مشوارهِ وتحقيقِ حلمه.

وبمرورِ الوقت، بدأت جذورُ البامبو في النمو شيئًا فشيئا، وبدأت الأرضُ في التحولِ التامِ من اللونِ الأصفرِ وحالةِ الجفافِ إلى اللونِ البني الرطب، فأصبحت تربةً خصبةً صالحةً للزراعة.
كما أن الحشراتَ الصغيرةَ بدأت في الظهورِ لتجدَ مكانًا آمنًا للعيشِ فيه والاختباءِ من حرارةِ الشمسِ القاتلة.

وعلى الرغم من أن أنس كان سعيدًا لرؤيةِ أشجارهِ الصغيرةِ تنمو وتبثُ الحياةَ إلى المنطقةِ الصحراويةِ القاحلة، إلا أنه كان يشعرُ ببعضِ الحزن، فقد كان يتساءلُ دومًا: (لما لا تكون الأرض مشجرةً بالكامل)! (لما لا يملأُ اللونُ الأخضر أرجاءَ هذا المكان كله)!
وهنا قررَ أنس أن يحول جميعَ خواطره إلى حقيقة، فعادَ إلى قريتهِ مجددًا وحملَ معه بذورًا وشتلات لأنواعٍ أخرى من النباتات، فالتربةُ أصبحت خصبةً وجاهزةً لزراعةِ الكثيرِ والكثيرِ من الأشجارِ الأخرى.

واستمرَ أنس في عمله، فقام بزراعةِ شجيراتهِ وبذورهِ الجديدة، واستغرقت مهمته الشاقة سنوات أخرى، وبرغمِ السماءِ الممطرةِ وفيضانِ النهرِ وحرارةِ الشمس، تمكن جاداف الشجاع من التغلبِ على كلِ الظروف، واستمرَ في الزراعةِ أكثر وأكثر.
ولكن هذه المرة كان برفقتهِ بعضُ الأصدقاءِ الجدد الذين قدموا له يدَ العون، فهاهي أشجارُ البامبو قد اكتملَ نموها، فساعدت على تلطيف حرارة الجو، وها هي الحشراتُ الصغيرةُ تحرثُ الأرضَ بكلِ همةٍ ونشاط.

ظلَ أنس يرقبُ أشجارَه الصغيرةَ وهي تنمو تدريجيًا أمامَ عينيه، فهاهي البذورُ والبراعمُ تتحولُ إلى جذور، وهاهي الجذورُ تتحولُ إلى سيقان وأغصان، والأغصانُ تنمو وتنمو لترتفعَ نحو السماء، ليصبحَ المكانُ كلهُ جنةً خضراءَ مليئةً بالحياة.

نظرَ أنس إلى جنتِه الجديدة، والتي كانت يومًا ما أرضًا رمليًة جافة، وقال لنفسه:(الآن أصبحَ لدينا العديدُ من الأشجار، ولكن لازلنا بحاجةٍ إلى شئٍ آخر، الكائنات الحية، ليصبحَ المكانُ متكاملاً، ماء وهواء ونبات ومخلوقات).

بدأت الطيورُ في التوافدِ على غابةِ أنس الجديدة، فهاهي اللقالق والبجع والبط تحلقُ في السماء، وهاهي الطيور المُغَرِدة بجميعِ أنواعها تستقرُ وتصنعُ أعشاشها على فروع الأشجار، لينجحَ أنس في خلقِ حياةٍ جديدةٍ لكل تلك الكائناتِ الجميلة.

وجاءَ دورُ الحيواناتِ أيضًا لتحجزَ لها مكانًا على الأرضِ الجديدة، فتوافدت قطعانُ الجاموس، وجاءت الأرانبُ والغزلان، واستقرت الأفيالُ والنمور أيضا بين أشجار أنس .

وأخيرًا جاءت الثعابين، ولكنها هذه المرة تتمايلُ وتزحفُ على الأرضِ وتصدرُ أصواتها المعتادة، وبمجرد أن رآها أنس تحيا حياةً طبيعية، بكى كثيرًا وتذكرَ الماضي، ولكنه سرعانَ ما تخلصَ من مشاعرِ الحزن وأخذ يرقصُ فرحا.

وبذلك نجحَ أنس في إقامةِ غابةٍ متكاملةٍ تملؤها الأشجارُ والأزهار، وتلهو فيها الحيواناتُ طيلة النهار، وتغردُ فيها الطيورُ وتنشدُ أحلى الأشعار.
وهنا شعرَ أنس بالسعادة والرضا، فلقد تمكن من تحقيقِ حلمه الذي كان يومًا ما، مجرد أفكار.

وبينما كان أنس جالسًا يتفقدُ غابتَه الجميلة، خطرت ببالِه فكرةٌ رائعة، فقال لنفسه: (لماذا لا يكونُ العالمُ كُلَهُ مليئًا بالأشجار؟ أتمنى ألا يبقى مكانًا أبدًا على سطحِ الأرضِ خاليًا من اللونِ الأخضر).
وهنا قرر أنس الشجاع أن يسافرَ حول العالم، ويقومُ بزراعةِ جميع المناطق الخاليةِ من الأشجار.
قد تبدو فكرةً خيالية، ولكن جاداف لم يشعرْ باليأسِ أبدا، فحمل أدواته معه من جديد، ليبدأ رحلته الأكبر.

نثرَ أنس البذورَ في كلِ مكان، لتتحولُ الصحراءُ إلى بستان، وتستبدل الأرضُ الجافةُ القاسيةُ بجنةٍ خلابةٍ مليئةٍ بالألوان.

ومرت السنواتُ والسنوات، ومازال جاداف مستمرًا في مهمته، يزرعُ ثم يزرعُ ثم يزرعُ أكثرَ فأكثر.

وبرغمِ صعوبة الظروفِ من حوله والمجهودِ الشاق الذي بذله أنس ، إلا أنه كان يستمتعُ بزراعةِ الأشجار، وكان يترقبُ ثمرةَ عملِه ليلَ نهار، فلم يَهُمه أبدًا فيضانَ الأنهار وارتفاعَ موجِ البحار، ولم يخشى يومًا من الرياحِ والإعصار، بل ظلَ مرابطًا مستمرًا في عمله متطلعًا نحوَ عالمٍ مليئٍ بالأشجار.

وقررَ أنس أن يستمر في الزراعةِ أكثر وأكثر، كي يرى الناسَ جميعًا فرحينَ بالزروع والثمار، مستظلينَ بفروعِ الأشجار، فالحياة بالنسبة لجاداف ما هي إلا رؤية اللون الأخضر يكسو كل بقاع الأرض ليعم العمار.

والآن، حانَ الوقتُ يا أصدقاء لنتعرف على أنس الحقيقي، فمن هو يا ترى؟
أنس “مولاي” باينج، هو واحد من أصدقاءِ البيئة، يعيشُ في مدينةِ ماجولي بالهند، كان محبًا للزروعِ والأشجار، ونجحَ في زراعةِ مساحة كبيرة جدًا على ضفةِ نهرِ براهمابوترا الشهير، ونظيرَ مجهوده الرائع، كرمته الدولة ومنحته وسام (بادما شري) وهو من أهم الجوائز الشهيرة في الهند.
بدأت قصةُ أنس البطولية، عندما رأى بعضَ الثعابينِ تموتُ بسببِ حرارةِ الشمسِ في إحدى المناطق الصحراوية على ضفة نهر براهمابوترا، فشعرَ بالحزنِ الشديد لأن الثعابينَ المسكينةَ لم تجد أية شجرة تستظلُ بها وتحتمي من الشمسِ القاسية.
لذا قرر أنس أن يقوم بتشجيرِ تلك المنطقةِ القاحلة، حتى نجح في إنشاءِ غابةٍ متكاملةٍ مليئةٍ بمختلفِ أنواع الزروع والأشجار، وأتت إليها الطيورُ والحيواناتُ من كلِ مكان.
واستمرَ أنس في الزراعةِ لمدة ثلاثين عام، ظل يعتني خلالها بغابتِه الجميلة ويزرعُ كلَ بقعةٍ خاليةٍ فيها.

والآن حانَ دورُك يا صغيري لتزرع شجرتَك وتخططُ حديقتَك بنفسك، فما رأيك في أن نتعلم سويًا كيفيةَ زراعةِ شجرِ المانجو!
إذا كنت تحبُ المانجو وتريدُ المزيدَ منها دائما، فما رأيك في أن تحتفظُ ببذورِ ثمارِ المانجو اللذيذة التي تأكلها، فهي السرُ في أن يصبح لديك يومًا ما بستانًا مليئًا بأشجارِ المانجو، كلُ ما عليك هو الصبر فقط.
أولا، يجبُ عليك أن تجد مساحةً مناسبةً بجوارِ منزلك، ويمكنك الاستعانةَ بصديقٍ أيضًا كي تقوما بالزراعةِ سويا، تأكد أن ضوءَ الشمسِ يطلُ على الأرضِ التي تريدُ زراعتها، فأنت تعلمُ جيدًا أن النباتَ يحتاجُ إلى ضوءِ الشمسِ كي ينمو، والآن ضع بذرةَ المانجو التي احتفظت بها، واستمر في سقيها بالماء، وانتظر ولا تتعجل حتى ترى النباتُ ينمو شيئًا فشيئا.

وبمجردِ أن يبدأ نباتك الصغير في النمو، عليك الانتظام في سقيه بالماء والحفاظ عليه من الحشراتِ والحيوانات، واحذر من لعبِ الكرةِ بالقربِ منه كي لا يتحطم ويموت، وإذا شعرتَ بالمللِ من الانتظار، يمكنك قراءةَ بعضِ القصص، وربما زراعةَ المزيدِ من النباتاتِ أيضا.
اعلم يا صديقي أن الأشجارَ تنمو مثلنا تمامًا بمرور الوقت، وبعد سنواتٍ قليلة سيكون لديك شجرةٌ كبيرةٌ يمكنك اللهوَ واللعبَ تحتَ ظِلها الجميل، وقطفَ ثمارها، كما يمكنك تسلقَ أغصانِها أيضا. فاصبر حتى تحينُ تلك اللحظة التي تتطلع إليها.
والجيد في الأمر أيضًا أن شجرتك العالية سوف تصبح مقصدًا للكائناتِ الأخرى من محبي المانجو. ولكن لا تقلق فليس جميعُ زوارِ شجرةِ المانجو يأتون من أجل أكلِ الثمارِ فقط، فهناك بعض الحيوانات التي قد تأتي لتستظل بها، وهناك بعض الطيور التي تريد أن تصنع عشًا فوق أغصانها، كما أن بعض الحشرات تريدُ الحصولَ على لقاحها.
بالطبع سوف تستمتع كثيرًا بتلك التجربةِ الرائعة، انظر كيف تمكنت من تحقيقِ حياةٍ متكاملةٍ باستخدامِ بذرةِ مانجو واحدة! لعلك الآن قد شعرت بنفسِ الإحساسِ الرائعِ الذي شعرَ به جاداف عندما صنعَ غابتَه الخضراءَ بنفسه.

وبمجردِ أن يبدأ نباتك الصغير في النمو، عليك الانتظام في سقيه بالماء والحفاظ عليه من الحشراتِ والحيوانات، واحذر من لعبِ الكرةِ بالقربِ منه كي لا يتحطم ويموت، وإذا شعرتَ بالمللِ من الانتظار، يمكنك قراءةَ بعضِ القصص، وربما زراعةَ المزيدِ من النباتاتِ أيضا.
اعلم يا صديقي أن الأشجارَ تنمو مثلنا تمامًا بمرور الوقت، وبعد سنواتٍ قليلة سيكون لديك شجرةٌ كبيرةٌ يمكنك اللهوَ واللعبَ تحتَ ظِلها الجميل، وقطفَ ثمارها، كما يمكنك تسلقَ أغصانِها أيضا. فاصبر حتى تحينُ تلك اللحظة التي تتطلع إليها.
والجيد في الأمر أيضًا أن شجرتك العالية سوف تصبح مقصدًا للكائناتِ الأخرى من محبي المانجو. ولكن لا تقلق فليس جميعُ زوارِ شجرةِ المانجو يأتون من أجل أكلِ الثمارِ فقط، فهناك بعض الحيوانات التي قد تأتي لتستظل بها، وهناك بعض الطيور التي تريد أن تصنع عشًا فوق أغصانها، كما أن بعض الحشرات تريدُ الحصولَ على لقاحها.
بالطبع سوف تستمتع كثيرًا بتلك التجربةِ الرائعة، انظر كيف تمكنت من تحقيقِ حياةٍ متكاملةٍ باستخدامِ بذرةِ مانجو واحدة! لعلك الآن قد شعرت بنفسِ الإحساسِ الرائعِ الذي شعرَ به جاداف عندما صنعَ غابتَه الخضراءَ بنفسه.

الخلاصة
كان أنس يعملُ في زراعةِ الغابات، وكان من أكثرِ الناسِ حفاظًا على البيئة، لقد أحب اللونَ الأخضر وعاش حياته كلها من أجلِ إعمارِ الأرض، فنجح في تحقيقِ حلمه وزراعةِ غابةٍ جميلةٍ استفادَ منها الإنسانُ والحيوان.
أنت أيضا، يمكنك الاستفادةَ من قصةِ حياةِ أنس كي تحقق حلمك، وتتعلم كيف يمكن أن يتحلى الإنسانُ بالصبرِ والإرادةِ القوية، وأنه لا يوجدُ مستحيلٌ أبدًا على وجهِ الأرض.
تأليف: فيناياك فارما
رسوم: فيناياك فارما
ترجمة: إيناس الشوادفي