Initiative Dadd Freiwilligenarbeit

أجنحتي الخفية

مبادرة ض – قصص مؤلفة

وصف القصة

“رحلة حول الأثر الكلمة: استكشاف قصة أجنحتي الخفية

الوصف:
تتناول هذه القصة كيف يمكن لكلمة أن تغير حياة شخص ما. للكلمات أثر كبير في حياتنا، حيث يمكن لكلمة واحدة أن تمنح الثقة والعزيمة، بينما يمكن لأخرى أن تؤدي إلى الإحباط والفشل.

المقدمة:
تحكي القصة عن سباقٍ جري بين الأولاد، إذ يتسابق الفتى البطل مع منافسٍ ضخمٍ وطويلٍ، فيخسر البطل السباق. توضح القصة للقارئ الصغير أثر الكلمة السيئة في النجاح والحياة، وتعلمه اتخاذ قراراتٍ متمهلةٍ قبل أن يتفوه بالكلمات، فيدرك أن لها دورًا كبيرًا في إحباط الآخرين وسقوطهم وفشلهم. دعونا نتابع سويا مجريات الأحداث في القصة الشيقة وما تعلمه البطل ووصل إليه في الختام.

نبذة عن القصة:
تتناول قصة “أجنحتي الخفية” أثر الكلمات في النجاح والحياة. من خلال تجربة الفتى البطل، يتعلم الأطفال أهمية اختيار الكلمات بعناية وكيف يمكن للكلمات الإيجابية أن تعزز الثقة بالنفس وتدفعهم نحو النجاح.

القصة

سأخبِرُكم سِرّاً… لديّ أجنِحَةٌ خَفِيّة…

 أجنحَةٌ من ريشٍ… هل تَعَجَّبتم؟ 

أخي فِراس تَعَجَّبَ أيضا ًحينَ نَمَتْ لي فجأةً، واسْتَطعْتُ الطيَّرانَ بِها أمام َعَيْنيْه! سأحَدِّثُكم عنها إذَن. 

بَدأ الأمْرُ حينما اجْتَمَعَ أهلُ القَرْيَةِ لبَدْءِ سِباقِ الجَري. كنتُ أقِفُ مُسْتَعِدًّا عِنْدَ خَطّ البِدايَةِ أنْتَظِرُ وُصولَ مَن يُنافِسُني.

لمْ ينْسَ أخي فراس أنْ يشتريَ فَطيرَةَ الكَرَزِ المُفَضَّلَةَ لدَيَّ، ليُقَدِّمَها لي قَبْلَ السّباقِ، فأكَلْتُها واسْتَجْمَعْتُ قِوايَ.

وَقَفَ بِجِواري الفَتى “سامي”، مُتَباهِياً بِبُنْيَتِه الرِّياضِيّة والقَوِيّة، وفَارداً كَتِفَيْه ِالْعَريضَيْن، ثم مدَّ ساقَيْه الطّويلَتَيْنِ بعد أنْ رَبَطَ شَرائِطَ حِذائِهِ الرّياضِيِّ بسُرْعَةٍ. 

التَفَتَ سامي إليّ بوَجْهِه العابِسِ ثم ابْتَسَمَ ساخِراً، فشَعَرْتُ بالخَوْفِ؛ لَسْتُ سِوى فَتىً قصيرٍ مُقارَنَةً بهذا المُنافِسِ الضَّخْمِ. قال سامي مُسْتَهْزِئاً: “لَنْ تَفوزَ أبَدًا أيّها القَصير. لَسْتَ ذَكِيّاً مِثْلي. بُنْيَتُك ضَعيفَةٌ كقِطّةٍ… انْظُرْ إليّ جَيّداً، سَأهْزِمُكَ حَتْماً”. 



نَهَضَتْ كَلِماتُهُ السّوْداءُ أمامي على هَيْئَةِ وَحْشٍ كَبيرٍ. جَفَّ حَلقي فَجْأةً، وبَدا الشُّحوبُ على وَجْهِي. هَتَفَ فراس باسْمي ليشَجِّعَني، فحاوَلْتُ أنْ أثْبُتَ على قدميَّ الْمُرْتَعِشَتين … إلّا أنَّ وَحْشَ الكَلِماتِ كان قَدْ نَفَذَ داخِلي، وأحْدَثَ دَمارًا مِثلَ هَزَّةٍ أرْضِيّةٍ.

بَدَأ جَسَدي يَصْغُرُ ويَصغُر … 

بينما كانَ وحْشُ الكَلِماتِ يَكْبُرُ ويَكْبُر … 

حتّى بَدا عِملاقاً. 

فجأةً … أحْسَسْتُ بِثِقَلٍ فَوْقَ كَتِفَيّ، فرَأيْتُ الوَحْشَ يتَسَلّقُ إلى الأعْلى! كانَ ثَقيلاً كَصَخْرَةٍ. حينما سَمِعْتُ الصّافِرَةَ مُعْلِنَةً بَدْءَ السِّباق، انْطَلَقَ سامي سَريعًا كَفَهْدٍ، بَيْنَما كُنْتُ أزْحَفُ كَحَلَزونٍ.

وَصَلَ سامي إلى خَطِّ النِّهايَةِ قَبْلي، وفازَ في السّباقِ، فاحْتَشَدَ الفِتيانُ حَوله يُهَنّئونَه، ويَهْتِفونَ بِاسْمِهِ. ما مِن أحَدٍ إلّا وقَدْ صَفَّقَ لَهُ بِحَرارَةٍ … حتّى وَحْشُ الْكَلِماتِ صَفَّقَ لَهُ. 

أمْضَيْتُ بَقِيّةَ الْيَومِ وأنا أشْعُرُ بِالْمَرَض، رَغْمَ أنّي لمْ أكُنْ مَريضاً. فراس كانَ حَزيناً أيضاً؛ لأنّي فَقَدْتُ حَماسي وشَهِيَّتي وضِحْكَتي التي يُحِبّها. كان يَبْذُلُ ما في وُسْعِه لمُواساتي، إلا أنّي لمْ أسْتَطِعْ أنْ أبْتَسِمَ أو أن ألْعَبَ معه.

لَمْ تَكُنْ تِلْكَ الْمَرَّةَ الأولى الّتي يَضْرِبُني فيها وَحْشُ الْكَلِماتِ … ضَرَبَني مَرّةً عِنْدَما سَمِعْتُ ابنَ الجيرانِ يَتَحَدَّث عنّي بِسُوءٍ، وَضَرَبَني كذلك عِنْدَما حَصَلتُ على علاماتٍ مُتَدَنِّيَةٍ في المَدْرَسة، وَمَرّةً ضَرَبَني مِن دون قَصْدٍ … ومَرَّةً تَعَمَّدَ ذَلِك.

أقرّرُ فَجْأةً أنْ أهْرُبَ … أنْ أجْريَ أمْيالاً مُتَتالِيَةً … بَعيدًا … بَعيدًا، إلّا أنّي في النّهايَةِ لا أهْرُبُ إلى أيّ مَكانٍ، وتَبْقى الكَلِماتُ السّوْداءُ تَطْرُقُ رَأسي طَــــــوالَ الْوَقْت.

في اليَوْمِ التّالي، شَجَّعني فراس على المُشارَكَة في سِباقٍ جَديدٍ. تَرَدَّدْتُ مُتَسائِلا: أيُّ وَحْشٍ سَيَضْرِبُني هذِه الْمَرّة؟! ثمّ قُلتُ: “لسْتُ بالفائِزِ في الأمْسِ، ولكِنّي لسْتُ بالجَبانِ أيْضًا”، وقَرَّرْتُ الاشْتِراكَ في السّباقِ.

هناك، دَعا فراس جَميعَ أصْدِقائه ليَهْتِفوا 

لي ويُشَجّعوني. عانَقَني أخي وقالَ: 

“أحِبُّك، وأثِقُ بِك. أنت تَسْتَطيعُ الْفَوْزَ بلا شَكّ،

 فأنْتَ تَمْتَلِكُ أقوى ساقيْن في العالَم. 

أنتَ أوْفى أخٍٍ وصَديقٍ على الإطْلاق … وإلى الأبَد”. 

فجْأةً … نَهَضَتْ كَلِماتُه البَيْضاءُ أمامي على هَيْئَةِ حَمامَةٍ كَبيرَةٍ، وبَدَأتْ تَنْثُرُ ريشًا وزَهْرًا.

أخَذَتِ الكَلِماتُ تَزْرَعُ الرّيشَ في صَدْري 

حتّى نَمَتْ لي أجْنِحَةٌ، فمَنَحَتْني قُوّةً ليْسَ لها نَظيرٌ. 

ارْتَفعَ جَسَدي في الهَواءِ، 

وفَرَدْتُ أجْنِحَتي، فَتَناثَرَتِ الضّحكات … والزَهْرات …

حينَما سَمِعْتُ الصافِرَةَ مُعْلِنَةً بَدْءَ السّباقِ، 

طِرْتُ بأجْنِحَتي الْخَفِيّةِ عــــاليًا، عـــــاليًا … 

حاوَلَ وَحْشُ الْكَلِماتِ السَوْداء أنْ يخْرُجَ مِن أعْماقي 

ليَضْرِبَني كالسّابِق، لكنّي رَفْرَفْتُ بِأجْنِحَتي الخَفِيّةِ، 

وطرتُ. لَسْتُ أبالي بالوَحْشِ، فلَمْ يعُدْ مُهِمًّا؛

لَقَدْ كانَ صَغيرَا جِدًّا …  أصْغَر مِنْ حَشَرَةٍ ضَعيفةٍ  غَيْرِ مُضِرّةٍ.

شَعَرْتُ لَحْظَتَها أنّي أكبُر وأكبُر … وأنّي أطيــــــــرُ … 

أسرعتُ كصَقرٍ لا ينْهَزِم، 

فوصلتُ إلى خطّ النهاية قبل “سامي”، وفزتُ في السباق.

انْبَهَرَ الْجَميعُ ممّا حَدَثَ، واحْتَشَدوا حَولي. كانوا يَشْعرونَ بالفَخْرِ والإعْجابِ ببطولتي. رأيتُ فراس سَعيدًا أكثر من أيّ يومٍ مضى، وازدادَ فَخْري لأنّي كُنتُ السّبَبَ في سَعادَتِه.

دنا سامي العابسُ منّي مُبتَسِمًا، وقالَ بفَخْر: “يَبْدو أنّنا سَنُصبحُ أصْدِقاء أيّها العدّاء الماهِرُ “. 

فصافحتُه وقلتُ: “الصّداقَةُ تَسْتَمِرُّ بالمَحَبّةِ والوَفاء …

 إذا وَعَدْتَني أنْ تبْتَسِمَ وتَتَوَقَّفْ عن العُبوسِ، سَتَكونُ صَديقًا جَيّدًا بلا شَكٍّ”. 

فَضَحِكْنا مِلءَ فاهَينا …  

كانَ يَومًا لا يُنسى عَلِقَ في ذاكِرَتي إلى الأبَد. 

ما زِلتُ أسْمَعُ صَوْتَ الضحكاتِ والهُتافاتِ حتى الآن. 

لمْ أعُدْ أخْشى شَيْئًا؛ فأنا أمْتَلِكُ أجْنِحَةً 

خَفِيَّةً مَليئةً بِالأزْهارِ، تُحَلّقُ بي عاليًا فَوْقَ الأسْوارِ. 

أنْثُرُ الحُبَّ مِن أجْمَل الْكَلِمات؛ 

فَيتَوَهَّجُ السُّرورُ الذي ألْمَحُهُ في عُيونِ مَن حَوْلي.

 

والآن … هَلْ حَدَثَ مَعكم ذلِكَ يومًا؟ 

حَدِّثوني عَن أجْنِحَتِكم الخَفِيّة…

 

الخلاصة

تحكي القصة عن سباقٍ جري بين الأولاد، إذ يتسابق الفتى البطل مع منافسٍ ضخمٍ وطويلٍ، فيخسر البطل السباق. توضح القصة للقارئ الصغير أثر الكلمة السيئة في النجاح والحياة، وتعلمه اتخاذ قراراتٍ متمهلةٍ قبل أن يتفوه بالكلمات، فيدرك أن لها دورًا كبيرًا في إحباط الآخرين وسقوطهم وفشلهم.

تنقلب الأحداث في القصة فجأةً ليفوز البطل على منافسه القوي، حيث يتوضح دور الكلمة الطيبة المهم في البناء وتعزيز الثقة والنجاح وإدخال السرور. كلمةٌ واحدةٌ تسبب الأذى، وكلمةٌ أخرى تسبب الفرح. في النهاية سيكون بمقدور القارئ أن يدرك أهمية تجاوز الكلمات المحبطة، فيحلق فوقها بأجنحته ويترفع عنها ويرتقي. 

إلى جانب هذا البعد الحياتي المهم الذي يتعلمه القارئ من القصة، فإنها تعزز لديه قيمة العائلة والأخوة. إن هذه القصة المفعمة بالمشاعر والأحاسيس تحتاج إلى أمٍّ وأبٍ قادرين على قراءتها مع أبنائهما بكل حبٍّ، كما تحتاج إلى حكواتيين يحكونها بأروع طريقةٍ، لأن القصة مليئة بالأحاسيس المتوهجة، هذا بالإضافة إلى الفوائد الكبيرة لقراءة الطفل لهذه القصة لوحده، وكأنه سيدرك بأن هناك من يشعر به. وعلينا نحن كتربويين أن نساهم في إعداد الأطفال إعداداً ثقافياً واعياً ونفسياً متيناً ليكونوا أقوياء بما يكفي كي يتمتعوا بقوة الكلمة والرأي بعيداً عنِ الهشاشة والضعف السلبي.

الكاتب: نهى يوسف حمدالله

حاصلة على بكالوريوس علم الحاسوب من كلية الملك عبد الله الثاني لتكنولوجيا المعلومات في الجامعة الأردنية عام 2002. وهي معلمة حاسوب في المدارس العمرية وعضوة في اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين. حصلت على جوائز أدبية منها فوزها بمسابقة الكتابة الإبداعية لدار المعرفة للنشر عام 2018 في مجال الرواية بروايتها “أغثني” وفوزها بالمركز الأول في مسابقة دار الإبداع للقصة القصيرة في دورة القاص والمترجم الراحل صالح عمر الشريف عام 2020 بقصتها “ملاذ آمن”. ولها العديد من الأعمال الأدبية والمشاركات في الأدب الأردني، بما في ذلك سلسلة قصصية للأطفال بعنوان “مكارم الأخلاق” ورواية “أغثني” وغيرها من الأعمال الأدبية والمشاركات الأخرى.

 

آخر الإضافات

Nach oben scrollen