Initiative Dadd Freiwilligenarbeit

أين رحلت الشمس؟

مبادرة ض – قصص مؤلفة

وصف القصة

“رحلة البحث عن أهمية الشمس في حياتنا: استكشاف قصة أين رحلت الشمس

الوصف:
تتناول هذه القصة أهمية الشمس في حياتنا وكيف تؤثر على البيئة والكائنات الحية. من خلال تجربة كنان، يتعلم الأطفال قيمة الشمس ودورها الحيوي في حياتهم اليومية.

المقدمة:
تفسدُ حرارةُ الشمسِ وقتَ مرحِ ولعبِ كنان في الحديقةِ. يطلبُ كنان من الشمسِ الرحيلَ، فتتغيرُ الأشياءُ من حولِه ويتعرفُ كنان على أهميةِ الشمسِ للأرضِ والكائناتِ.

نبذة عن القصة:
تتناول قصة “أين رحلت الشمس” كيف أن الله منحنا نعماً كبيرة من خلال وجود الشمس، مما يساعد الأطفال على فهم أهمية وجودها وتأثيرها الإيجابي على حياتهم. من خلال مغامرة كنان، يتعلم القراء الصغار أن للشمس دوراً أساسياً في توفير الضوء والحرارة اللازمة للحياة، وأنها ليست مجرد مصدر للحرارة، بل هي عنصر حيوي يدعم جميع أشكال الحياة على الأرض.

القصة

كنانٌ طفلٌ في العاشرةِ من عمره، مليءٌ بالنشاطِ والحيوية،  يسكنُ منزلًا واسعًا، لهُ حديقةٌ عشبها أخضرُ جميلٌ، وفيها أشجارُ تفاحٍ أحمرَ شهيٍّ،  وبركة ُماءٍ تسبحُ داخلها سمكةٌ برتقاليةٌ صغيرةٌ حصلَ عليها هديةً من والده.

يُفضّلُ كنانُ اللعبَ في حديقةِ المنزلِ حيثُ الطبيعةُ والهواءُ المنعش، إلا أنَّ أشعةَ الشمسِ الساخنةَ تُفسِدُ متعةَ لعبهِ كما يقولُ لوالدته دائمًا.

في يومٍ كانَ الجو فيه حارًّا والشمسُ مشرقةً قويةً خرجَ كنانُ ليلعب في الحديقةِ عصرًا، لعبَ كثيرًا حتى أُصيبَ بضربةِ شمس،  ارتفعت درجةُ حرارتهِ وشعرَ بألمٍ في رأسه، لم يدخل للمنزلِ ليرتاحَ فيهِ ولم يُفكر في شُربِ الماءِ، بل شعرَ بالغضبِ وأخذَ بساطًا أحمرَ جديداً اشترتهُ والدتهُ البارحةَ، واستلقى عليه تحتَ إحدى أشجارِ التفاح مُحتميًا بأوراقِ الشجرِ الكثيفةِ من أشعةِ الشمسِ الساخنة.

فكّر كنان.. لو رحلتِ الشمسُ لَلَعِبَ كثيرًا بلا تعبٍ أو حرارةٍ  تزعجهُ، لكن كيف يحُققُ هذهِ الأمنية؟

فجأةً! طارَ البساطُ الأحمرُ بكنانٍ وارتفعَ عاليا، وكلما ارتفعَ  ارتفعت الحرارةُ أكثرَ فأكثر، حتى وصلَ إلى الشمس، فرحَ كنان بتحقيقِ البساطِ الأحمرِ السحري أمنيتَهُ، وقالَ للشمسِ:  لماذا لا ترحلين وتغيبين إلى الأبدِ؟  أفسدتِ لعبي، ارحلي ولا تعودي.

حزنت الشمسُ واختفت واختفى النور معها،

 وفورَ اختفاءِ الشمسِ أظلمت الأرضُ، وتحولَ عشبُ الحديقةِ الأخضرِ إلى رمل، قلَّ الهواءُ فيها والأشجارُ يبست، ضَعُفتْ أغصانُها وخَلتْ من الثمارِ وجفت قطراتُ الماء. 

أمَّا كنان ففرح كثيرًا، فالآن سيلعبُ دونَ ضيقٍ من  الحرارة المرتفعة.

وصلَ البساط الأحمرُ بكنان إلى الأرض،

أحسَّ بالبردِ والاختناقِ لقلةِ الهواءِ، وأصدرت معدتهُ صوتَ زقزقةٍ تنذرهُ بحاجتها للطعام.

أنارَ مصباحَ الحديقةِ ثم هزَّ شجرةَ التفاح:  أريدُ تفاحة، أنا جائع. قالت الشجرةُ اليابسةُ بتعبٍ: أنا مريضةٌ جدًّا، لا أستطيعُ صُنعَ أية ثمرةٍ، الشمسُ كانت تساعدني في صنعِ غذائي،

 

 تجعلُ أوراقيَ خضراءَ يانعةً، وأغصانيَ قويةً، فأمدكم بالثمارِ لتأكلوا وبالأوكسجينَ لتتنَفسوا، فأينَ رحلتِ الشمسُ؟ سمعَ كنانُ صوتَ السمكةِ البرتقاليةِ تبكي،

لم يُجب الشجرةَ وذهبَ إلى السمكةِ، لم يكن هناك أيَة قطرةِ  ماءٍ حولها، كانتْ حزينةً جداً وعطشى، غيرَ قادرةٍ على الحركةِ.  قالَ لها: لمَ تبكين؟ أين اختفى الماء؟ قالتِ السمكةُ الباكيةُ:  لا أستطيعُ الحياةَ دونَ ماء، الشمسُ كانت تصنعُ مياهَ المطرِ فتمتلىءُ البركةُ، فأينَ رحلتِ الشمسُ؟

ظنَّ كنان أنَ الجميعَ سيفرحُ مثلهُ برحيلِ الشمسِ واختفاءِ حرارتِها، لكنَّ كلَّ ما في الحديقةِ  تغَيّرَ بعدَ رحيلها. صاحَ قائلًا: لماذا تغيرتِ الأرضُ بعدَ رحيلِ الشمسِ؟

تحركت ذرّةُ رملٍ صغيرةٍ تقفُ أمامَ قدميه وقالت: الشمسُ رحلت فجفّتِ الأرضُ. قالَ لها كنان: لكنَّ الشمسَ حارّة. أجابت ذرةُ الرملِ: كنتُ عشبةً صغيرةً جميلةً، تحولتُ برحيلِها إلى ذرةِ رمل.

أشعةُ الشمسِ الحارةِ تُسخِّنُ مياهَ البحر، فتسافرُ بعض قطراتِ مياهِ البحرِ على شكلِ بخارٍ إلى السماءِ خفيفةً مسرورةً، وبسبب برودة السماءِ  تتجمعُ القطراتُ الصغيرةُ سويًّا، فتصبح كبيرةً وثقيلةً فتسكنُ في الغيومِ ثم تعودُ للأرضِ على شكلِ قطراتِ مطرٍ، فنتحولُ نحن ذرات الرملِ إلى أعشابٍ جميلةٍ خضراء. فلماذا رحلت الشمسُ وأين اختفتْ؟

حتى ذرَّةُ الرملِ حزنت لرحيلِ الشمس، تركها كنانُ وابتعدَ عنها. وبعدَ قليلٍ شعرَ بألمٍ في ساقيهِ ويديه،

فجلسَ تحتَ شجرةِ تفاحٍ يَتأوه:  آه آه، عظامي تؤلمني.قالتْ لهُ شجرةُ التفاحِ: الشمسُ تعاونُ كلَ الكائناتِ، لو كانت هنا ستساعدكَ وتقوي عظامكَ ولن تشعُرَ بالألم. 

أدركَ كنانُ قيمةَ الشّمس وأهميّتها لكل الكائناتِ وللأرضِ، جلسَ على البساطِ الأحمرِ السحريِّ وطلبَ منهُ الطيرانَ َإليها ليعتذرَ مِنها.

ارتفعَ البساطُ عاليًا، ومع ارتفاعه تزداد برودةُ الجو، ارتجفَ كنان من البردِ، ورأى القمرَ وحيدًا مظلمًا.سألهُ: أينَ نورُكَ أيُّها القمر؟  وأينَ الشمس؟ أريدُ التحدثَ معها بسرعةٍ فالطقسُ باردٌ جدا.

.

أجابَ القمُر:  ليسَ لي أيُّ نورٍ، الشمسُ صديقتي الكريمةُ رحلتْ، هي من كانت تمُدني بالضوءِ لأنيرَ  

السماء ليلاً، وتمدكم بالدفءِ والحرارةِ.

.

بحثَ كنانُ عن الشمسِ ولم يجدها.

عادَ للأرضِ حزينًا، فلن يشعَر بالدفءِ ولن يعودَ هناكَ أي صباحٍ تغرد فيه الطيورُ؛ والمياهُ والكائناتُ ستختفي.قررَ كنانُ الاعترافَ أمامَ الجميعِ بسببِ رحيلِ الشمسِ وبخطأهِ في حقِها. أغمضَ عينيهِ  وقرَّرَ الاعترافَ أمامَ الجميعِ بعد عدِّهِ حتى الثلاثة: واحد..اثنان..ثلاثة…

فتحَ عينيهِ ورأى الشمسَ في السماءِ تستعدُّ للغروبِ، وكلُ شيءٍ في الحديقةِ عادَ كما كان، العشبُ أخضرُ والأشجارُ يانعةٌ مليئةٌ بالتفاحِ الأحمرِ اللذيذِ، والسمكةُ في البركةِ تسبحُ. كانت والدتُهُ بجانبهِ توقظهُ، ففهمَ أنهُ نامَ لوقتٍ طويلٍ تحتَ شجرةِ التفاحِ، كلُ ما حدثَ كانَ حلمًا.

أتعلمين يا أمّي؟ وجودُ الشمسِ ضروريٌ، فهي مسؤولةٌ عن صنعِ الغذاءِ والهواءِ والمياه لنا ولكُلِّ الكائنات الحية، لن أغضبَ منها مرةً أخرى، لكن أين سترحل الشمس الآن؟

   قالت والدتهُ:  حانَ وقتُ غروبِ الشمس، تغربُ هنا لتشرقَ في مكانٍ أخر.

 سألها كنان: أتعودُ إلينا؟ أجابت والدتهُ:  نعم، طالما استمرت على الأرض الحياةُ، ستشرقُ الشمسُ كلَّ نهارٍ لتمنحنا النشاطَ ونبدأ العملَ، ويزورنا القمرُ في المساءِ لنرتاحَ وننام.

ابتسمَ كنانُ واطمأنَّ لعدمِ رحيلِ الشمسِ. لوَّحَ لها بيديهِ قائلا: آسفٌ أيّتها الشّمس، نحنُ بحاجةٍ إليكِ، عودي لنا غدًا..أنا أحبكِ..

 

الخلاصة

تفسدُ حرارةُ الشمسِ وقتَ مرحِ ولعبِ كنان في الحديقةِ. يطلبُ كنان من الشمسِ الرحيلَ؟ فتتغيرُ الأشياءُ من حولِه ويتعرفُ كنانُ على أهميةِ الشمسِ للأرضِ والكائناتِ.

الكاتبة: إيناس ثابت

من اليمن، درست آداب وعلوم إنسانية وهي كاتبة قصصية للكبار والصغار، والخواطر الشعرية، ومترجمة قصائد في مجلات ومواقع الكترونية عديدة. ومترجمة قصص أطفال في موقع كيدزوون.

«شُغفتُ منذ الطفولة بقصص الأطفال الخرافية البديعة وحكايات شعوب العالم الفاتنة، وحكايات الأساطير المجنحة بالخيال. وحتى يومنا هذا مازلت أحبها، أحب قراءتها برفقة صور ملونة مدهشة ونقوش جميلة، أو مشاهدتها على شاشة التلفاز كعمل فني متقن، أو الكتابة عنها بأسلوب سلس جميل، فجميعنا أطفال من الداخل.  وطبع الطفل زهرة مرح، وقلبه زمن ربيع أخضر، لذا إذا أردنا الحديث مع الطفل وتعريفه بالعالم الواسع الذي يعيش فيه، وبسحر الحب في قلوبنا وجمال الطبيعة والكائنات من حولنا، أو تشابهنا كإنسان مع بعضنا البعض وإن اختلفت لغتنا وصورنا.. علينا أن نتحدث إليه بلغته وبأسلوب لطيف محبب وحكايات يعيش أحداثها ويتفاعل معها.» إيناس ثابت.

آخر الإضافات

Nach oben scrollen