Initiative Dadd Freiwilligenarbeit

الذكريات

مبادرة ض – قصص مؤلفة

وصف القصة

“رحلة إلى الماضي: استكشاف قصة الذكريات..بيتنا الجميل

الوصف:
تستكشف هذه القصة ذكريات نسرين بين منزلها الكبير وخيمة اللجوء، مقدمة عملاً أدبياً يثير الفضول ويشد القارئ بأحداثه المشوقة.

المقدمة:
تتذكر نسرين أيام الحياة في المنزل الكبير الذي اضطرت للهروب منه والعيش في خيمة لجوء في القرية المجاورة. تحب نسرين الكتابة وتسترجع ذكرياتها الجميلة، ولكن النار تشتعل في المخيم وتخسر منزلها الجديد أيضا، ولكن نسرين تحِن للخيمة التي لم تكن تحبها عندما سكنتها، فلماذا يا ترى؟

نبذة عن القصة:
تسلط قصة الذكريات الضوء على معاناة اللاجئين وفقدانهم للأمان عند إجبارهم على ترك منازلهم. تحفل القصة بمفاجآت مذهلة تجذب القارئ، وتدفعه للتساؤل عن النهاية المثيرة التي تنتظره.

تَجْلِسُ نِسْرينُ بِالْقُرْبِ مِنْ خَيْمَتِها،

 تُمْسِكُ قَلَماً أَهْداهُ لَها مُعَلِّمُها في

الْمَدْرَسَةِ، وَوَرَقَةً اقْتَطَعَتْها مِنْ

أَحَدِ دَفاتِرِها، تَخُطُّ نِسْرينُ

خُطوطاً لا مَعْنى لَها عَلى الْوَرَقِ.

وَلا تَلْبَثُ أَنْ تَبْدَأَ بِالْكِتابَةِ عَنْهُ،

 عَنْ مَنْزِلِها الْكَبيرِ في الْقَرْيَةِ الْمُجاوِرَةِ،

 عَنْ مَنْزِلِها الَّذي أُجْبِرَتْ مَعَ عائِلَتِها

عَلى مُغادَرَتِهِ خَوْفاً عَلى حَياتِهِمْ.

هِيَ تَعيشُ بَعيدَةً عَنْهُ مُنْذُ عامَيْنِ تَقْريباً، لَكِنَّهَا وَرَغْمَ

صِغَرِ سِنِّها تَذْكُرُهُ جَيِّداً، وَتَحْكي لِأَصْدِقائِها عَنْهُ في كُلِّ يَوْمٍ،

وَعَنْ حَديقَتِهِ الْكَبيرَةِ، وَأَشْجارِهِ الَّتي تَتَسَابَقُ في الطّولِ

 عاماً بَعْدَ عامٍ مِثْلَ إِخْوَتِها الصِّغارِ،  تَحْكي عَنْ جُدْرانِهِ

الْمَليئَةِ بِصُوَرِ الْعائِلَةِ وذِكْرَياتِها، وَلا تَكْتَفي نِسْرينُ بِالْوَصْفِ؛

إنَّها تَكْتُبُ الشِّعْرَ وَتَقْرَؤُهُ لِرِفاقِها.

  لنِسْرينَ الآنَ مَجْموعَةٌ كَبيرَةٌ مِنَ الْقَصائِدِ تَنْوي طِباعَتَها حينَ تَكْبُرُ،

تَقولُ بِأنَّها سَتَكْتُبُ شِعْراً لِلْكِبارِ والصِّغارِ، وَهُنا تَتَذَكَّرُ

أَنَّ الْكِبارَ هُمُ الَّذينَ هَجَّروها مِنْ قَرْيَتِها الْجَميلَةِ وَبَيْتِها الْجَميلِ،

الْكِبارُ هُمْ سَبَبُ سُكْناها في الْمُخَيَّمِ؛ فَتُقَرِّرَ عِنْدَها أَنْ تَكْتُبَ

لِلصِّغارِ فَقَطْ، فَوَحْدُهُمْ يَسْتَحِقُّونَ اهْتِمامَها؛ لِأَنَّهُمْ لا يُخْطِئونَ،

 وَمَعَ ذلك يَتَحَمَّلونَ تَبِعاتِ أَخْطاءِ الْكِبارِ!

وَضَعَتْ نِسْرينُ عُنْواناً لِمَجْموعَتِها الشِّعْرِيَّةِ الَّتي نَظَمَتْ بَعْضَ

 قَصائِدِها، اَلْعُنْوانُ هُوَ «بَيْتي»، بَيْتُها الَّذي لَمْ يَغِبْ عَنْ

ذاكِرَتِها يَوْماً، وَبِسَبَبِهِ كَرِهَتِ الْخَيْمَةَ الَّتي تَعيشُ فيها،

 أَوْ بِالْأَصَحِّ تَخَيَّلَتْ أَنَّها تَكْرَهُها.

وَفي إحْدى الْأُمْسِياتِ وَبَيْنَما كانَتْ نِسْرينُ تَقْرَأُ مَعَ رِفاقِها،

 ارْتَفَعَ صَوْتُ صُراخٍ قادِمٍ مِنْ أَطْرافِ الْمُخَيَّمِ، وَما هِيَ إلّا لَحَظاتٌ

حَتّى بَدَأَ ضَوْءٌ قَوِيٌّ يَشِعُّ مِنَ الْجِهَةِ ذاتـِها الَّتي يَأْتي مِنْها الصَّوْتُ.

«النّارُ! أَخْرِجوا الْأَطْفالَ مِنَ الْمُخَيَّمِ! أَنْقِذوا الْأَطْفالَ!»،

هذهِ كانَتْ آخِرَ عِبارَةٍ سَمِعَتْها نِسْرينُ قَبْلَ أَنْ تَخْتَطِفَها

يَدُ أُمِّها ساحِبَةً إيّاها مِنْ يَدِها بِقُوَّةٍ؛ لِتُغادِرَ مَعَها الْمُخَيَّمَ.

  بَعْدَ أَنْ تَأَكَّدَتْ نِسْرينُ مِنْ سَلامَةِ عائِلَتِها، بَدَأَتْ مِثْلَ غَيْرِها مِنَ النّاسِ

 تُراقِبُ النّارَ وَهِيَ تَلْتَهِمُ كُلَّ شَيْءٍ. كانَ النّاسُ يُحاوِلونَ إنْقاذَ

 ما يُمْكِنُ إنْقاذُهُ، وَراحَتْ هِيَ تَدْعو اللهَ -عَزَّ وجَلَّ- أَلّا تَقْتَرِبَ

 النّارُ مِنْ خَيْمَتِها.

  وَضَعَتْ يَدَها عَلى قَلْبِها الَّذي كانَ يَزْدادُ اضْطِراباً كُلَّما اقْتَرَبَتِ

النّارُ مِنَ الْخَيْمَةِ أَكْثَرَ، بَكَتْ وَهِيَ تُشاهِدُ النّارَ تَلْتَهِمُ الْخَيْمَةَ

بِما فيها، حَمَلَتْ قَصائِدَها وَضَمَّتْها إلى صَدْرِها بِحُزْنٍ،

 كانَتْ تَكْتُبُ عَنْ بَيْتِها الْقَديمِ، وَها هِيَ ذي الْيَوْمَ

 تَرى بَيْتَها الثّانِيَ (خَيْمَتَها) وَهِيَ تَحْتَرِقُ!

  لَمْ تَعْرِفْ نِسْرينُ لِماذا شَعَرَتْ بِهذا الْحُزْنِ الْعَميقِ،

فَلَطالَما اعْتَبَرَتِ الْخَيْمَةَ مَكاناً بائِساً لا يَعْني لَها شَيْئاً.

  لَقَدْ تَمَكَّنَتْ عائِلَتُها مِنَ الْحُصولِ عَلى خَيْمَةٍ جَديدةٍ.

وَمَعَ هذا وَجَدَتْ نَفْسَها كُلٌَ مساءٍ تُغادِرُ خَيْمَتَها الْجَديدَةَ

 بِاتِّجاهِ مَكانِ الْخَيْمَةِ الْمُحْتَرِقَةِ؛ لِتَسْتَذْكِرَ أَجْمَلَ اللَّحْظاتِ

 الَّتي عاشَتْها فيها خِلالَ عامَيْنِ.

شَعَرَتْ بِالْحَنينِ إلَيْها، حَتّى إنَّها قَدْ صارَتْ تَحْكي عَنْها

كَما تَحْكي عَنْ بَيْتِها الْقَديمِ؛ ولِهَذا كَتَبَتْ عَلى دَفْتَرِها

 في تِلْك اللَّيْلَةِ: ما كانَ حَنيني في بَيْتي لِجُدْرانِهِ وحَديقَتِهِ،

 بَلْ لِلْأَيّامِ الَّتي قَضَيْتُها فيهِ!

  الذِّكْرَياتُ هِيَ الَّتي جَعَلَتِ الْبَيْتَ رَمْزاً لِلْحَنينِ، وَهذِهِ الذِّكْرَياتُ

نَفْسُها هِيَ الَّتي جَعَلَتِ الْخَيْمَةَ مَكاناً أَحِنُّ إلَيْهِ أَيْضاً، بَلْ وَأَكْتُبُ

عَنْهُ؛ فَقيمَةُ الْأَشْياءِ لا تَأْتي مِنْ جَمالِها أَوْ قِدَمِها، بَلْ مِنَ ارْتِباطِها

 بِحَياتِنا وَأَحِبَّتِنا، وَبِما تَمْنَحُنا إيّاهُ مِنْ ذِكْرياتٍ تَتَحَوَّلُ

 شَيْئاً فَشَيْئاً إلى بَيْتٍ آخَرَ جَميلٍ.

   لَمْ تَتَخَلَّ نِسْرينُ عَنْ حُلْمِها بِالْعَوْدَةِ إلى بَيْتِها الْقَديمِ،

لَكِنَّها أَضافَتْ إلَيْهِ ذِكْرَياتِ خَيْمَتِها الَّتي احْتَرَقَتْ،

 وكَتَبَتْ قِصَصاً جَميلَةً عَنْهُما.

الذكريات

 

الخلاصة

تتذكر نسرين أيام الحياة في المنزل الكبير الذي اضطرت للهروب منه والعيش في خيمة لجوء في القرية المجاورة. تحب نسرين الكتابة وتسترجع ذكرياتها الجميلة، ولكن النار تشتعل في المخيم وتخسر منزلها الجديد أيضا، ولكن نسرين تحِن للخيمة التي لم تكن تحبها عندما سكنتها، فلماذا يا ترى؟

الكاتبة: لمياء سليمان

شاعرة وكاتبة أدب أطفال سورية، مقيمة في ألمانيا. حاصلة على إجازة في التربية وإجازة في الأدب العربي، عملت في الإعلام والتربية والتعليم. ناشطة في مجال العمل المدني، أسست Bedaya Organization في سوريا وهي المدير التنفيذي لـ .Schritte für soziale Entwicklung e.V في ألمانيا. صدر لها العديد من الأعمال في مجال أدب الأطفال واليافعين، وأنشأت مجلَّتي خطوات صغيرة وحنين عام 2015. أدارت العشرات من ورشات كتابة القصة القصيرة في مخيمات اللاجئين مع توفير آلاف من الكتب المجانية للأطفال. نالت عدة جوائز منها: جائزة الشارقة للإبداع العربي «المركز الأول»، جائزة الدولة لأدب الطفل “دولة قطر”«المركز الأول». جائزة القصة القصيرة لاتحاد الكتاب العرب “سوريا” «المركز الأول»، جائزة اتحاد طلبة سوريا في الشعر “مرتين”. تدير عدة مشاريع تعنى بأدب الطفل العربي بين سوريا وألمانيا.

آخر الإضافات

Nach oben scrollen