- 4916095470403+
- board@dadd-initiative.org
القمر
مبادرة ض – قصص مؤلفة

- التصنيف: سلوك وقيم
- عدد التحميلات : 50
- نوع الملف: PDF
- تأليف: رشا نبيل دبابنه
وصف القصة
“رحلة حول الاهتمام بالبيئة: استكشاف قصة القمر“
الوصف:
تتناول هذه القصة مغامرة القمر بعد مغادرته كوكب الأرض بسبب إهمال الأرضيين. تستعرض كيف أثر هذا الإهمال على البيئة وما حدث للقمر بعد عودته.
المقدمة:
قرر القمر التخلي عن مداره حول الأرض والبحث عن مدار آخر، بعدما تحولت الأرض إلى كومة من القمامة والأوساخ بسبب إهمال الأرضيّين لها، وعدم الاهتمام ببيئتهم، حيث أصبحت الكرة الأرضية فرجة لباقي الكوكب. وبناء عليه يمضي القمر في رحلة حول كواكب المجموعة الشمسية ليعود وتبدأ قصة غربة عن وطنه، فما الذي سيحدث يا ترى؟ وكيف ستكون النهاية؟.
نبذة عن القصة:
تتناول قصة “القمر” إهمال النظام البيئي وما يترتب عليه من فقدان الأرض لمصادر مهمة. تقدم القصة رؤية تعليمية حول أهمية الحفاظ على البيئة وتأثير الإهمال على كوكبنا، مما يعزز الوعي البيئي لدى الأطفال.
القصة
مرحباً بكم يا أرضيون. أنا قمركم الجميل. لقد رجعت بعد غياب طويل؛
فقد هجرت عزيزتي الأرض بسبب تصرفات أجدادكم معها.
هل تريدون أن تعرفوا قصة سبب غيابي عنكم، وكيف عدت إليْكُم؟

بدأت قصتي عندما أصبح كوكب الأرض يتحول إلى كومة من القمامة والأوساخ؛ فأجدادكم الأرضيون كانوا يسيئون معاملتها وجعلوها فرجة لكواكب المجموعة الشمسية الأخرى.

وبناءً عليه قررت أن أَهْجُر الأرض وأَبْحَث عن كوكب جميل ونظيف مثلما كانت الأرض قديمًا.رحلت تاركاً الأرض حزينة خلفي، ترجوني أن أعيد التفكير في قراري لكن دون جدوى؛ فأنا أراها كرة مليئة بالقاذورات، ورائحتها كريهة مليئة بالغازات الخانقة والمقرفة.لملمت حاجاتي من المدار واتجهت مسرعًا إلى أول كواكب المجموعة الشمسية، والذي يدعى عطارد.

عطارد: من هنا؟ قمر الأرض أهلًا أهلًا.
القمر: أهلا بك يا عطارد، جئتك هنا لأَطْلُب منك طلبًا؟
عطارد: طلب مني؟ ماذا تريد يا قمر؟
القمر: أريد أن أصبح قمرك.
عطارد: لا قمر عندي فكم هُوَ جميل أن تصبح قمري،
أهلًا بك! هيا دُرْ حولي، وارقصْ معي رقصة اللفات.

وهكذا أَخَذْتُ أَدُور حول عطارد ولكنني لم أَسْتَطِعْ أن أُكمِلَ أكثر من دورة، فعطارد قريب جداًّ من الشمس، وأنا لا أقوى على كل هذا الحرّ. اعتذرت من عطارد وتوجهت مسرعًا في الفضاء باحِثًا عن مدار جديد.

مررت بطريقي بكوكب الزهرة، ولكن سرعان ما غيرت مساري، فالزهرة تشبه الأرض، وأَخاف بعد تخريب الأرضيّين للأرض أن يأتوا إلى الزهرة ويدمروها مثلما دمروا الأرض.

رحلت هاربًا من الزهرة وذهبت إلى كوكب المريخ، يا له من كوكب جميل! أحمر اللون ولطيف، ولكن قَمَرَيْهِ لم يكونا لطيفينِ معي وطلبا مني الرحيل فورًا. هما بالحجم أصغر مني ولا يُشبهانني وأشكالهما غير دائرية. خاطباني بالقمر الضال وأخبراني بأنه لا مكان لي بينهما.

غادرت المريخ حزيناَ وتوجهت إلى الكوكب الذي يَلِيه، المشتري العملاق.

القمر: سَلامًا يا مشتري، وألف تحية لأقمارك التي تفوق التسعين.
المشتري: أهلا يا قمر الأرض، ما الذي أتى بك إلى هنا؟
القمر: أتيت إلى هنا أَبْحَث عن مدار جديد فالأرض أنت أَعْلَمُ بحالها.
المشتري: المجموعة بأسرها متأثرة بما حدث للأرضِ ونحن حزينون جدًّا لما آلَ إليه حالُها.
القمر: ولهذا قررت أن أرحل عنها، على أمل أن يشعر الأرضيون بخطورة أعمالهم، وأنا أَحْتاج الآن إلى كوكب أدور حوله.
المشتري: أهلاَ بك يا قمر، تفضل إلى هنا.

رحب بي المشتري وأقماره وكانوا سعداء بوجودي بينهم.
بَدَأْتُ بالدوران حول المشتري ولكن سرعان ما شعرت بطول المسافة،
فالمشتري عملاق جدًّا والدوران حوله يأخذ وقتًا طويلًا،
إضافة إلى إزدحام مداره بأقماره الكثيرة.
شكرت المشتري وأقماره على حسن الضيافة.

بعدها قررت الرحيل حزينًا يائسًا، فليس من السهل إِيجاد مدار كمداري حول الأرض.
تمالكت نفسي ولملمت صبري وركضت باحثًا عن كوكب جديد.

وها أنا بالقرب من زحل الكوكب الجذاب ذي السبع حلقات.

القمر: سلام عليكم يا زحل الجميل وأقمارك التي تفوق المئة.
زحل: سلام لقمر الأرض، ما الذي أتى بك إلى هنا؟
هل أَضَعْتَ مسارك أم هربت من الأرضيّين؟
القمر: هربت من الأرضيّين ومن حال الأرض الحزين.
زحل: أَحْمَد الله بأني من الكواكب الغازية ومن الصعب عليهم الهبوط عليَّ؟
القمر: الحمد لله على ذلك، ولهذا أنا هنا راجِيا منك أن أُصْبِح قمرك الجديد.
زحل: لا مانع عندي وعند أقماري، تفضل وخذِ المدار الذي تحب يا قمر الأرض.

أخذت مدارًا يناسبني، ولكني وجدت نفسي في مسار مَلِيء بملايين
الصّخور الصّغيرة العالقة التي تدور ضمنَ حلقات زحل الكبيرة.
كان ذلك مُزعِجًا جداًّ لي، فأقماره كبيرة والصخور حوله كثيرة،
لا يناسبني أبدًا هذا المدار… وداعًا يا كوكب زحل.

ودعت زحل وبدأت أَشْعُر بالبرد، ففي كل خطوة أمشيها أصبح بعيدًا أكثر عن الشمس،

وغير ذلك شعرت بالاشتياق الشديد إلى غاليتي الأرض، وبدأت أَتَذَكَّر
جمالها الخلاب، والرقص مع بحارها في كل مد وجزر، وفي كل لَيْل وصباح.
في تلك اللحظة شعرت بأني أشتقت إلى الأرضيّين المزعجين رغم كل ما أَحْمِله
من عتب ولوم، كم كانوا يحبونني ويلقّبوني بالجميل، ويلقبون جميلاتهم بالبدر.

لابد أن أَرْجِع فالبرد شديد والكواكب الباقية بعيدة جداً ولا تلائمني،
فأورانوس ونبتون عندهم أقمار ولا يحتاجون إلى قمرٍ جديد،
كما أني لا أُطِيق العيش في هذا البرد الشديد.
هيا يا قمر، عليك العودة إلى ديارك ومدارك المريح.

وهذا الذي حدث، توجهت مسرعًا إلى الأرض، وما أن رأتني حتى قفزت من مدارها وضمتني بشدة نحوها.
ووجدت جميع الأرضيّين مجتمعين بهدف إرجاعي طالبين إرضائي.

وبناءً عليه طلبت منهم عقد اتفاقية تشهد عليها الشمسُ بذاتها، والتي تحوي شروطاً تضمن عدم إِيذاء الأرض وعدم تلويثها ومنع الإِساءَة إلى يابستها ومائها وسمائها.

وها أنا هنا وأنتم هنا بعد مرور زمن على هذه القصة، فبفضلي عادت الأرض كما كانت جميلة بهية مفعمة بالحيوية.
وهذه كانت قصتي مع الأرض وأجدادكم الأرضيّين.والآن حان وقت النهار. أراكم في الليلة المقبلة، وكل صباح وجميلتي الأرض بخير وصحة.

الخلاصة
قرر القمر التخلي عن مداره حول الأرض والبحث عن مدار آخر، بعدما تحولت الأرض إلى كومة من القمامة والأوساخ بسبب إهمال الأرضيّين لها، وعدم الاهتمام ببيئتهم، حيث أصبحت الكرة الأرضية فرجة لباقي الكوكب.
وبناء عليه يمضي القمر في رحلة حول كواكب المجموعة الشمسية ليعود وتبدأ قصة غربة عن وطنه، فما الذي سيحدث يا ترى؟ وكيف ستكون النهاية؟
الكاتبة: رشا نبيل دبابنة
كاتبة وباحثة في مجال المتاحف ومؤلفة قصص أطفال، وهي متخصصة بعروض العلوم الكوميدية والابتكار. حصلت دبابنة على درجة البكالوريوس في إدارة الموارد التراثية والمتاحف من الجامعة الهاشمية والماجستير في الإدارة من جامعة عمان العربية. إلى جانب كونها مشرفة محتوى في متحف الأطفال في عمان تقوم دبابنة بإعداد وتقديم برامج علمية واجتماعية. كتبت وصممت ونفذت دبابنة عروضًا علمية عديدة على المسرح ضمن مهرجانات محلية وعالمية كعرض انفجار الألوان.
تكتب دبابنة في جرائد محلية ولها سلسلة كتب أطفال بعنوان حكايات بسام، وقصة كرة كرر، وقصة رحلة صيفية في بلاد عربية وأَحْدَث اعمالها قصة تايكي. كما عملت دبابنة كمستشارة في التعلم بالمتاحف في مشروع “إشراك جيل الشباب الأردني في التعلم عن الماضي وتعدد ثقافاتها” مع جامعة درهام في المملكة المتحدة. وتشغل الأن منصب نائب رئيس جمعية المتاحف الأردنية في الأردن. وهي ممثل للأردن في المجلس العالمي للمتاحف (ICOM)، تنعكس شخصيتها وشغفها بالعلوم والتعلم والأثار من خلال الكلمات التي تكتبها.