- 4916095470403+
- board@dadd-initiative.org
حلق دون اجنحة
مبادرة ض – قصص مؤلفة

- التصنيف: حكايات وحوار
- عدد التحميلات : 50
- نوع الملف: PDF
- تأليف: يهدى التميمي
وصف القصة
“رحلة البحث عن تحقيق الأمنيات: استكشاف قصة حلق دون أجنحة”
الوصف:
تستكشف هذه القصة فكرة أن الإنسان قادر على “التحليق” والنجاح دون الحاجة إلى أجنحة حرفية. من خلال مغامرة أدهم، تعلم القصة الأطفال أن تحقيق الأحلام يأتي من خلال اكتشاف الشغف والعمل الجاد، وليس بالضرورة عبر وسائل سحرية أو خارقة للطبيعة.
المقدمة:
يُحكى أنه كان للفراشات في ما مضى قوة سحرية، حيث أنك تستطيع الطيران لو أمسكت فراشات بعدد سنوات عُمركَ الحالي.
هل سيطير أدهم بعد إمساك الفراشات؟ أم أنه سيتخذُ قرارً آخر؟ لنقرأ ونعلم.
نبذة عن القصة:
تتناول قصة “حلق دون أجنحة” فكرة قدرة الإنسان على التحليق كإنسان بفعل ما يحبه ويجعله سعيداً. تقدم القصة رحلة مثيرة لأدهم في اكتشاف معنى التحليق الحقيقي، مما يشجع القراء الصغار على استكشاف مواهبهم وشغفهم كوسيلة لتحقيق أحلامهم والشعور بالإنجاز والسعادة في حياتهم اليومية.
يُحكى فيما مضى أن للفراشات قوةً سحرية،
حيث أنك تستطيع الطيران لو أمسكت فراشاتٍ بعدد
سنواتِ عُمركِ الحالي. هذا ما قالهُ سالم أمام أصدقائه
المقربين، وبسرِّيةٍ تامة كي لا يسمعهُ معلمٌ أو أحدٌ
من الكبار ويقوم بتوبيخه…
ثُم قال متسائلاً:
من منكم يرغب بالتحليق عالياً؟ من يُريد أن يطير؟

أجابه الجميع بالتأييد، ولكنه عاد قائلاً:
«مجردُ خرافةٍ قديمةٍ سمعتها من أحدٍ ما، لذا لا أصدقها.»
قال حكايتهُ بمزاحٍ دون أن يُفكر أنها سوف تؤثر على أحدهم.
أنهى حديثهُ مغيراً الموضوع ضاحكاً معهم…

إلا أن أدهم بدأ بالتفكير بذلك…

لم يعرف سالم أن حكايتهُ هذه سوف تدخل عقل عزيزنا أدهم
الذي قرر أن يمتلك جناحين وأن يتخلص من قدميه تلك دون تفكيرٍ
بعواقب أو خوف.

جلس في غُرفته وهو يحاول إنهاء دروسه بأسرع ما يمكن؛

ليُغادر للخارج مسرعاً حتى يجمع قدراً محدداً من الفراشات،
ويكون بعدها حاملَ أجنحة طائرٍ حرٍّ دون قيودٍ…

أنهى ما تبقى من الدروس، وأخذ يركض
للخارج وهو يحمل زجاجةً تُغلقُ جيداً
ليضع فيها الفراشات بعد جمعها…

لحقت به أختهُ أمل التي تصغرهُ بعامين وهي مستغربةٌ
من أمر استعجاله بالمغادرة.

توقف للحظةٍ وقد أحس بها تلحق به.
التفت ليقول لها متسائلاً:
ماذا تُريدين يا أختي؟

أجابتهُ لاهثةً ومتعبةً بسبب الركض:
لقد أستغربتُ أمرك يا أخي.
ماذا حدث؟ لماذا أنت مسرعٌ هكذا؟

احتار ولم يعرف بماذا يُجيبها،
ولكنه لم يشأ أن يُخفيَ الأمر عنها؛
لذا قرر قول الحقيقة بأكملها، فقال لها متوتراً:
انظري يا أختي. سأخبرك ما أود فعله،
ولكن عِديني ألا تُخبري أحداً…

قالت لهُ بحماسٍ كبيرٍ:
لن أخبر أحداً، أعدُك…
أخبر أدهم أختهُ أمل بِكُل ما عرفهُ من سالم،
ليرى ابتسامة أخته تشرق على وجهها، ثم قالت له بحماسٍ كبيرٍ:
أنا أيضاً أريد أجنحةً يا أخي. سأجلب عُلبةً،
واجمعْ أنت لي فراشاتٍ بعدد عُمري…
وافق أدهم وبدأ بالركض وملاحقة الفراشات،
وأخته معه تحمل عُلبتها وتنتظر أن تمتلك ولو فراشةً واحدةً…

جلست أمل على عُشب الحديقة وبيدها عُلبتها،
قبلَ أن يأتي أدهم ويداه مضمومتان لبعضهما ويقول متهللاً:
افتحي عُلبتك يا أُختي. إنها فراشةٌ لك.

وكأنه أعطاها الكونَ لا فراشةً؛
تفتح أمل العُلبة وتَخرُج من يده الصغيرة فراشةٌ زرقاءُ
رائعة الجمال، وتدخل في عُلبتها وتغلقها جيداً وبسرعةٍ،
كي لا تهرب…

عاد أدهم إلى متابعة جمع الفراشات ولكنه رأى فجأةً
فراشةً كبيرةَ الحجمِ تطير مغادرةً المكان. جذبه لونها
الغريب الذي يبدو أرجوانياً وأحمر،

وبدأ بالركض وراءها وهي تبتعد،
وهو يُسارع الخطوات نحوها.

لحقها أدهم خارج سياج المنزل، ولكن قدمه انزلقت وسقطت
عُلبته الزجاجية من يده ليتعثر بها ويهشمها. أصيبت قدمهُ
ببعض الزجاج وصاح باكيا بعد رؤية الدماء تنزف من قدمه…

فجأةً رأى تلك الفراشة التي قام بملاحقتها تعود نحوهُ ومعها
مجموعةٌ كبيرةٌ من الفراشات الملونة. شكلت الفراشات حلقةً
دائريةً حول أدهم، ومن ثَمَّ رفعتهُ الفراشات عن الأرض
حلقت به، ثم قالت الفراشة الكبيرة:
لم كُنت تمسك بالفراشات، ولِمَ قمت بملاحقتي يا صغير؟

أجابها أدهم وهو يمسح دموعهُ قائلاً:
لقد كنت أحاول الحصول عليكنَّ لأمتلك أجنحةً مثلكنَّ وأطير.
ردت الفراشة متسائلةً:
وماذا عن قدميك؟ هل ستتخلص منهما؟
أجابها بإصرارٍ كبيرٍ:
نعم. لا فائدة منهما. أنا أريد أجنحةً،
وسوف أتخلص من هذه الأقدام، وأحلق مثل فراشةٍ حرةٍ.

قالت الفراشة بيأسٍ:
ليكُن بعلمك يا صغير أن قدميك هاتين نعمةٌ كبيرةٌ رزقك الله
إياها، وليست النعمة الوحيدة التي تميزك عنا.

قال أدهم من دون تفكيرٍ:
يمكن أن أبدلهما بأجنحة، أريد أن أحصل على أجنحةِ
فراشاتٍ بعدد سنوات عمري…
ضحكت الفراشة الجميلة على فكرة أدهم لتقول بعد ذلك:
ممم. من قال لك ذلك يا صغيري؟ ألا يُحتمل أن تكون خرافة؟
أجابها:
كيف تكون خرافةً، وكيف يمكن لفراشةٍ أن تتحدث معي؟

ردّت عليهِ بصوتها اللطيف:
أنا الآن في خيالك فقط. لقد أغمي عليك وأنت
في عالم الأحلام، وأريد أن أسألك شيئاً
الآن قبل أن تستيقظ.

نظر لها منتظراً سؤالها لتقول لهُ متسائلةً:
إن خيرتك الآن بين أن تكون فراشةً فتُحلق أينما تُريد،
وأن تبقى كما أنت مع ساقيك اللتين يتمناهما الكثيرون
من الذين فقدوا سيقانهم؛ فماذا سوف تختار؟
أجابها قائلاً: سأختار أن أكون فراشةً.
حسناً يا صغير. سوف تكون فراشةً، ولكن دعني أخبرك
بأشياء لن تفعلها عندما تكون فراشةً، وأشياء يجب
تقبلها عندما تتحول.

قال متسائلاً: ما هي هذه الأشياء؟
قالت: لن تستطيع الذهاب للمدرسة.
لن تركض لمساعدة أختك إن وقعت، ولن تمشي مع أمك
في السوق، أو تحمل أغراضها عنها، ثُم إنك لن تستطع
مساعدة أي أحدٍ يُريد المساعدة، كما أنك لن تلعب كرة القدم
بعد الآن، ولا يمكنك اللعب مع أصدقائك، ولا يمكنك
المشي في الحديقة، أما عندما تكون فراشةً فسوف تكون
معرضاً للخطر دائماً، وسوف تهاجمك الحيوانات الأكبر منك
حجماً، كما أننا نحن الفراشاتِ لا نعيش طويلاً.
إما أسبوعين أو ثلاثة، ولحدٍّ كبيرٍ جداً يمكننا أن نعيش
ستة أشهرٍ لا أكثر. أي أنك سوف تموت قريباً وبسرعةٍ،
وحتى دون أن يعلم أحدٌ عنك شيئاً، ولكني الآن سأحولك
إلى فراشةٍ بما أنك تُريد ذلك…

صرخ أدهم خائفاً وهو يقول:
لا. أرجوك. لا أريد التحول إلى فراشةٍ. أريد الركض واللعب
ومساعدة الآخرين والاعتناء بأختي والمشي مع أمي وأبي،
فلم أكن أعلم أن كل ذلك سينعدم إن صرتُ فراشة.
ابتسمت الفراشة وحلقت بجناحيها، ليستيقظ أدهم فجأة
ويجد أمه تحمله؛ لأن قدمه جرحت،
وأختهُ هي من نادت أمه لتساعده…
أسعفت الأم جرح أدهم؛ وفي اليوم التالي زاره
أصدقاؤه فحدثهم عن كُل ما حدث معه،
وما قالته الفراشة فاندهش الجميع،

ثم أتبع قائلاً:
سأجد طريقا أخرى للتحليق وأنا إنسان…
لا أريد أن أُصبح فراشة لأطير وأفقد ما هو أهم،
بل سأطير كإنسان، وسأبحث عن الطريقة حتى أجدها.

الخلاصة
يُحكى أنه كان للفراشات في ما مضى قوة سحرية، حيث أنك تستطيع الطيران لو أمسكت فراشات بعدد سنوات عُمركَ الحالي.
هل سيطير أدهم بعد إمساك الفراشات؟ أم أنه سيتخذُ قرارً آخر؟ لنقرأ ونعلم.
الكاتبة: هُدى ياسين التميمي
كاتبة في أدب الطفل، ولها مساهمات في عدة أنواع من الأدب، منها (القصة القصيرة، المقال، الرسائل الأدبية، والروايات كذلك). وهي أستاذة في مؤسسة طور نفسك الدبية وكذلك عضوة في مؤسسة الأكوان. تدرس اللغة العربية، ومهتمة بإيصال أفكار تحفيزية وعلمية للطفل، ولهذا بدأت مساهماتها في هذا الأدب الرفيع والذي تنوي الاستمرار به.