Initiative Dadd Freiwilligenarbeit

ريشو وجميلة

مبادرة ض – قصص مؤلفة

وصف القصة

“رحلة البحث عن الوفاء: استكشاف قصة ريشو وجميلة

الوصف:
تستكشف هذه القصة حياة الشجرة جميلة وما واجهته من تحديات، مبرزة وفاء أهل القرية وجهودهم في الحفاظ عليها. من خلال رحلة جميلة والعصفور ريشو، تقدم القصة دروساً قيمة للأطفال عن الوفاء والتكيف مع التغيير والحفاظ على الذكريات والبيئة.

المقدمة:
جميلة هي شجرة زرعت وفاء للجدة، وعليها علقت أرجوحة أطفال القرية، لكن الريح اقتلعت الشجرة «جميلة»، فتحولت فروعها لشجيرات وخشبها لمكتبة.
تهاجم حشرة الخشب الأشجارَ والمكتباتِ الخشبية، فهل ستنجو «جميلة»، وهل ستبقى ذكرى «جميلة» والعصفور «ريشو»؟!

نبذة عن القصة:
تتناول قصة “ريشو وجميلة” حياة الشجرة جميلة ووفاء أهل القرية لها ومحاولاتهم للحفاظ عليها. تقدم القصة رحلة مؤثرة تظهر كيف يمكن للذكريات والقيم أن تستمر حتى بعد التغييرات الكبيرة، وتعلم الأطفال أهمية الحفاظ على البيئة والتكيف مع الظروف المتغيرة، مع تعزيز قيم التعاون المجتمعي والوفاء للذكريات.

القصة

تقولُ أُمي: «جميلةُ» بركةُ بيتنا.

وَيُقسمُ أبي: لم أرَ مِثلَ «جميلةَ» شجرةً في حَياتي.

وجميلةُ هيَ شجرةُ حورٍ تَقِفُ شامخةً أمامَ دارِنا، لقد زَرَعَها جدي وفاءً  لِذكرى جَدتي الحَكَواتيةِ المتوفيةِ، وسماها جميلةَ على اسمِ جَدتي.

تُنادي أُختي فرحُ على أولادِ الجيرانِ: تعالوا نتأرجحْ، فَليسَ في القريةِ أرجوحةٌ أمتنُ من أرجوحةِ جَميلة.

نَتَأرجحُ بالدَورِ، وَتَعلو ضحكاتُنا كأنها التغاريدُ، ويشاركُنا ريشو بالفَرحِ.

ريشو هوَ صاحبُ عُشٍّ فوقَ أحدِ أغصانِ جميلة، لَقد عَثرتُ عليهِ في الشتاءِ صغيراً لا يَقوى على الطيرانِ، واعتنيتُ بهِ حتى قَررَ بنفسِهِ بناءَ عُشٍ والبقاءَ مَعَنا.

ذاتَ خريفٍ، هَبَّتْ عاصفةٌ لم تعرفْ لها القريةُ مَثيلاً، وَسَقَطَتْ جميلةُ العاليةُ كما تسقطُ الدمعةُ!

حَزِنَتِ القريةُ كلَُها على فراقِ جَميلة، وَحينَ اجتمعَ أهلُ القريةِ في دارِنا حَكيتُ للصغارِ حِكايةَ الشَجرةِ جَميلةَ، جَميلةُ التي تأكلُ النورَ لِتَكبرَ كي تَحتضنَ كلَ العصافيرِ.

قَبلَ النومِ، وَحينَ كُنتُ أُفكرُ بالعصفورِ ريشو الذي اختَفى، سَمعْتُ أبي يَقولُ لأمي بحزنٍ: لقدْ رَحَلَتْ جميلةُ باكراً، لَيتَها عاشَتْ مَعَنا مُدةً أطولَ.

فَبَدأتُ بالتَفكيرِ: كيفَ أَمنحُ جميلةَ حياةً أطولَ؟!

في الصباحِ التالي، اقتَرَحْتُ أن نَغرِسَ الفروعَ الصالحةَ من جميلة، فتعاونَّا وامتلأَ الحَقلُ غِراساً.

قالتْ أُمي: بَناتُ جميلةَ سَيكبُرنَ، وفي عروقِهِنّ حنانُ جميلة.

بَعدَ ذلكَ جاءَ النجارُ ليَشتريَ الخشبَ، فَسَألتُه: هل يُمكنُنا صناعةُ مكتبةٍ مِن خَشبِ جَميلةَ؟!

أُعجِبَ الجَميعُ بالفكرةِ، وتَحولتْ تلكَ الفكرةُ إلى حقيقةٍ، واحتَفلَتْ دارُنا بوجودِ مكتبةٍ نُقشَ أعلاها اسمُ جميلة.

في اليومِ التالي جاءَ كلُّ أطفالِ القريةِ حاملينَ الكتبَ، وهَتَفَ أحدُهُم: لَقدْ أرجَحَتْنا جميلةُ سَنواتٍ، وَهذهِ الكتبُ هديةٌ مِنا لَها تعبيراً عن شُكرِنا وامتِنانِنا.

فَرِحْنا وفَرِحَتْ جَميلةُ باحتضانِ الكتبِ، وَصارَتْ دارُنا مَزاراً للقراءِ الصغارِ، يَجتمعونَ فأقرأُ لَهم القصصَ وتُنشِدُ لَهم أُختي فَرَحُ الأشعارَ.

مرتْ الأيامُ، وَجاءَ يومٌ لمْ يَتوقعهُ أحدٌ!

فقدْ هاجمَتْ أسرابُ حَشرةِ الخشبِ أشجارَ قَريَتِنا، فأسرعْنا جَميعاً نَرُشُّ الأشجارَ بالمُبيداتِ، ونَسينا جَميلةَ التي أكلتْ حَشرةُ الخَشبِ ظَهرَها!

حينَ سَمعْنا أنينَ المَكتبةِ جميلةِ، أسرعْنا إلى النجارِ طالبين النجدةَ، فَجاءَ وفَحَصَ جَميلةَ ثم قال: عَليكم تفصيلُ مكتبةٍ جديدةٍ، لقد انتهى عُمرُ جَميلةَ.

ومُجدَّداً خَيَمَ الحَزنُ على أطفالِ قريتِنا، وصاحَتْ إحداهُنَّ: جَميلةُ شَمسُنا، أنَعيشُ من غيرِ شمسٍ؟!

قَضيتُ تِلكَ الليلةَ أفكِّرُ بِحلٍّ …

وَبعدَ أيامٍ قَرأَ أهلُ القريةِ إعلاناً: انتَظِروا صانعَ الفرحِ في ساحةِ العيدِ.

وفي صبيحةِ يومِ العيدِ تَجمَّعَ الجمهورُ أمامَ مَسرحٍ صغيرٍ في الساحةِ، وتفرّجوا على عرضٍ للدُمى عنوانُه (ريشو وجميلةُ) والكلُ يَتَساءَلُ:

من يحرِّكُ الدُّمى؟! مَن يؤدِّي أصواتَها؟!

وَمعَ انتهاءِ المسرحيةِ خَرجْتُ أنا وفرحُ مِن وراءِ العربةِ المسرحيةِ، وَهَتَفتُ: هذا أنا صالحُ، لقد صَنعْنا مِن المكتبةِ «جميلةَ» مَسرحاً للدمى.

فَصَفَّقَ الجميعُ بسعادةٍ…

مُنذُ ذلكَ اليومِ تَجوبُ جَميلةُ القرى لِتَصنَعَ الفرحَ، يَتحلَّقُ حولَها أطفالٌ كالطيورِ، فَيلمعُ خَشَبُها وكأنها تَبتَسمُ لِتَقولَ: غَرسةُ الخيرِ تَعيشُ أبداً…

 

الخلاصة

جميلة هي شجرة زرعت وفاء للجدة، وعليها علقت أرجوحة أطفال القرية، لكن الريح اقتلعت الشجرة «جميلة»، فتحولت فروعها لشجيرات وخشبها لمكتبة.

تهاجم حشرة الخشب الأشجارَ والمكتباتِ الخشبية، فهل ستنجو «جميلة»، وهل ستبقى ذكرى «جميلة» والعصفور «ريشو»؟!

الكاتب: مهند ثابت العاقوص

كاتب عربي سوري صدر له ما يقارب من 400 كتاب في فروع مختلفة من أدب الطفل: القصة والرواية والمسرح والشعر. حازت أعماله على العديد من الجوائز، وترجمت نصوصه إلى لغات عديدة، يُعد البرامج الإذاعية والتلفزيونية، ويدير بعض المشروعات الهادفة في أدب الأطفال.

آخر الإضافات

Nach oben scrollen