Initiative Dadd Freiwilligenarbeit

سمكة الطائرة الورقية

مبادرة ض – قصص مؤلفة

وصف القصة

“رحلة البحث عن الأمنيات: استكشاف قصة سمكة الطائرة الورقية

الوصف:
تستكشف هذه القصة كيف يمكن للأمنيات والشجاعة أن تساعد الأطفال في التغلب على مخاوفهم. من خلال مغامرة شادن مع السمكة على الشاطئ، تعلم القصة الأطفال أن الشجاعة يمكن أن تنبع من الرغبة في مساعدة الآخرين وتحقيق الأمنيات، مما يعزز ثقتهم بأنفسهم.

المقدمة:
تذهب شادن برفقة والديها إلى الشاطئ الذهبي لقضاء إجازة العيد، وكعادتها تلعب على الشاطئ ولا تدخل إلى البحر، وعند غروب شمس اليوم الأول تهمس شادن للموجات بأن تحقق لها أمنيةً. يأتي اليوم التالي وشادن متحمسةٌ للعب مع والديها على الشاطئ، فجأةً وبينما كانت تجمع الأصداف، تقفز سمكةٌ كبيرةٌ إلى الشاطئ ولا تستطيع العودة. ترغب شادن بمساعدة السمكة على النجاة، وبعد تفكيرٍ وجهدٍ يتحقق لها ذلك، لكنّ شادن تكتشف بأنها أيضاً قد حققت أمنيتها التي همست بها للموجات.

نبذة عن القصة:
تتناول قصة “سمكة الطائرة الورقية” كيف يمكن للأطفال التغلب على مخاوفهم من خلال الأمنيات والأفعال الشجاعة. تقدم القصة رحلة شادن في اكتشاف شجاعتها الداخلية أثناء محاولتها إنقاذ سمكة، مما يشجع القراء الصغار على مواجهة مخاوفهم والتحلي بالشجاعة لمساعدة الآخرين، ويعزز قيم التعاطف والمبادرة الإيجابية.

القصة

وصَلَتْ شَادِنُ برفْقَةِ والِديها إلى الشاطئِ الذهبيِّ لِقَضَاءِ إِجازةِ العيدِ. هذهِ ليسَتِ المرَّةَ الأُولى التي ترى فيها البحَرَ؛ إلا أنَّها في كُلِّ مرَّةٍ تراهُ فيهَا تَشْعُرُ بالرَّهبةِ مِنَ اتِّسَاعِهِ العَظِيم.

هَمسَتْ لِنَفْسِهَا: سأسْتَمْتِعُ بيومي فقطْ، ولنْ أُفَكِّرَ  فِي أيِّ شيءٍ آخَرَ.

رَأَتْهَا أُمُّهَا مَشْغُوْلَةً بِالتحديقِ في البحْرِ وفي أَمْوَاجِهِ المُتَلاحِقَةِ؛ 

فَقَالتْ لَهَا: أَتُغَيِّرِينَ رَأْيَكِ يَا شَادِن؟

هَزَّتْ شَادِنُ رَأْسَهَا نَفيًا وقَالتْ:

أَرغَبُ في الجلوسِ تحتَ الشَّمْسِ لِأَشْعُرَ بِدِفْئِهَا.

قالتْ لَهَا أُمُّهَا: كمَا تُحِبِّين. أَنَا سَأَنزِلُ لِأَسْبَحَ، وَإِنْ غَيَّرْتِ رَأْيَكِ فَهَا أنا بينَ الموجاتِ.

جلَسَتْ شَادِنُ بالقربِ من والِدِهَا على الشاطِئِ، وأَخَذَا يَتَأَمَّلانِ معًا المِيَاهَ الزرقَاءَ؛ فَسَأَلَهَا أَبُوهَا:

ما رَأيُكِ في أَنْ نلعبَ مَعَ هذهِ الموجاتِ الصغِيرَةِ؟

هزَّتْ رَأْسَها علامةَ المُوَافَقَةِ وقَالتْ:

هُنَا فَقَطْ.

وَدَلَّتْ بِيدِهَا إلى الشاطِئِ. ابْتسمَ أبُوهَا وقالَ: مُوَافِقٌ.

أمسكَ بيدِهَا واتَّجَهَا صوبَ الماءِ، فلاحَقَا الموجاتِ حينَ كانتْ تنحسِرُ، ثُمَّ هربَا منهَا بِبَرَاعَةٍ عندَما كانتْ تعودُ مُجدَّدًا. وبينَ مُلاَحَقِةِ الموجاتِ والهروبِ منها؛ كانَا يكتبَانِ على الرمْلِ المُبلَّلِ حروفًا وكلماتٍ وعباراتٍ، ويرْسُمَانِ أشكالًا مختلفةً سُرعانَ ما تمحوها المَوجَاتُ.

انقضى الوقتُ سريعًا، وألقَتِ الشمسُ الغاربةُ بِضوئِهَا على الأَمْواجِ، فأصبَحَتْ بلونِ الذهبِ. وفي هذهِ اللحظةِ العجيبةِ؛ وبينما كانتْ تُجفِّفُ وجهَهَا منَ الماءِ بعدَ خروجِهَا من البحرَ، قالتْ أُمُّ شَادِنَ لهَا:

-يقولونَ إنَّ الأمواجَ الذهبيةَ تأخذُ الأُمنياتِ معها إلى حورياتِ البحْر.

تعجَّبتْ شَادِنُ من قولِ أُمِّهَا:

-وماذَا تفعلُ حورياتُ البحرِ  بالأمنيات؟ ردَّتْ أُمُّهَا ضاحكَةً:

-تدعو لأصحابِها بأنْ  تَتَحقَّقَ أمنياتُهم.

ابتسمتْ شَاِدنُ لقولِ أمِّهَا، واقْتربَتْ قليلاً لِتَهْمِسَ لإحدى الموجاتِ بأُمْنِيَتِهَا.

صباحَ اليوم التالي، أمضتْ شَادِنُ وقتَهَا مع والديها على الشاطِئِ. شيَّدُوا معًا بيوتًا رمليةً صغيرةً، وأهدَوهَا كُلَّهَا للبحرِ، وعندما مَلُّوا من تشيِيد البيوتِ، قرَّرُوا أن يجمعُوا الصَّدَفاتِ ليزينُوا بِهَا حديقةَ منزِلِهِم. وجدَتْ شَادِنُ الكثيرَ من الصَدَفِ بِأشْكالٍ وألوانٍ مختلفةٍ. كانت تطير فرحاً كلما عثرتْ على صدفتين متشابهتين. 

فجأةً وبينَما كانوا يستمتعونَ بأشعةِ الشمسِ الدافئةِ ومياهِ البحرِ المنعشةِ، هبَّتْ ريْحٌ خفيفةٌ، وتعثَّرتْ شَادِنُ بحذائِهَا وأسقطتِ الصَّدَفاتِ من يدِها. نهضَتْ مسرعةً لتجمعَ صدفَاتِها قبلَ أنْ يأخذَها البحرُ، وبينما هي تجمعُهَا، شعرتْ بحركةٍ غريبةٍ؛ فقدْ قذفَ البحرُ شيئًا غريبًا على الشاطئِ. الْتَفَتتْ ناحيةَ والدَيها اللذَيْنِ كانا ينظرانِ إليها وجَمُدَتْ في مكانِها.

أسرع أبوها باحتضانها قائلاً:

يا الله! إنها سمكةٌ كبيرةٌ.

كانتِ السمكةُ تحاولُ بيأسٍ أنْ تخرجُ من الحفرةِ التي وقعتْ فيها ولمْ تنجحْ. صاحتْ أمُّ شَادِن قائلةً:

-مسكينةٌ! إنْ لمْ تستطعِ العودةَ إلى الماءِ ستموتُ حتمًا.

قطَّبَتْ شَادِنُ حاجبَيها وقالتْ:

-أنقذْها يا أبي. 

أرجُوك! لا تدعْها تموت.

وبينما أحاطَتْها أمُّها بذراعيها وابتعدتَا عنِ السمكةِ باتجاه البحرِ، اقتربَ والدُها بحذرٍ واستطلعَ أمرَ السمكةِ قائلاً:

-يا إلهي! إنها سمكةُ الراي اللاسعةُ.

ابتعدتِ الأمُّ خطوةً إلى الوراءِ وقالتْ: إنها سمكةٌ خطرةٌ إذا استفزها كائنٌ ما؛ فهيَ لا تتوانى عن  استخدامِ ذيلِها اللاسعِ  للدفاعِ عنْ نفسِهَا.

قالَ أبوها: نعمْ. معَكِ حقٌّ. 

    قالتْ أمُّهَا: هل ستترُكُهَا لأنَّها لاسعةٌ؟ ألنْ تقومَ بمساعدتِها؟!

قال أبوها: بلى. علينا أن نساعدَها. لا يمكننا تركُها تموتُ. عليَّ فقط أنْ أجدَ الطريقةَ المناسبةَ لذلك.

كان شكلُ السمكةِ غريبًا بالفعل؛ فجسمُها مربَّعٌ، ولها زعانفُ كبيرةٌ كأنها أجنحةٌ، ولها ذيلٌ طويلٌ. أمّا لونُ جلدِها فكان أصفرَ ومغطَّىً بدوائرَ زرقاءَ وهَّاجَةٍ.

بعد لحظةِ تفكيرٍ سريعةٍ، قالَ والدُها متحمسًا:

خطرتْ في بالي فكرةٌ. 

انتزعَ شمسيةَ الشاطئِ مستخدمًا إيَّاها مِجْرَفةً، وبدأَ يحفرُ في الرملِ مجرىً للماء، حتى تستطيعَ السمكةُ العودةَ إلى البحرِ.

 بينما شَادِنُ وأُمُّها تُراقبانِ من بعيدٍ. ولم يمضِ سوى وقتٍ قصيرٍ حتى ارتفعتِ السمكةُ في الماءِ وسبَحَتْ مبتعدةً.

صَفَّقَتْ شَادِنُ ووالداها، ولَوَّحُوا للسمكةِ التي أَخذتْ تقفزُ في الماءِ وتُحيِّيْهم. 

كانت شَادِنُ سعيدةً جدًا لنجاةِ السمكةِ، وصاحتْ قائلةً لها: 

أيتها السمكةُ الغريبةُ، لا تنسَي أن تُخْبِري حورياتِ البحرِ عنْ أُمْنيتِي. 

ثم التفتتْ إلى أمِّها وقالتْ:

انظري كَمْ هِيَ جميلةٌ يا أُمُّي!

 إنها تُشْبِهُ الطائرةَ الورقيةَ. 

ثُمَّ وجَّهتْ سؤالَها إلى والدِها وقالتْ: 

-أليسَتْ كذلكَ يا أبِي؟

في هذهِ اللحظةِ كان والدَا شادن ينظران إلى بعضِهما مبتسِمَين. استغربتْ شادنُ وقالت: هل تضحكانِ لأنِّي قلتُ إنَّها تُشْبِهُ الطائرةَ الورقية؟!



قالَ أبُوها:

بلْ نبتسِمُ لأنَّهُ يبدو أنَّ أُمنيتَكِ قدْ تحقَّقتْ أخيرًا.

 في تلكَ اللحظةِ، انْتَبَهتْ شَادِنُ بأنَّها وأُمَّها كانتَا في الماءِ، والموجُ يدفَعُهُما بلطْفٍ.

 أرادتْ أن تبكي لكنَّها صرختْ ضاحكةً:

أبي. أمي. أنا في الماءِ! أنا في الماء!

ضحِكَ والدُها وأخذَها من بين يديْ والدَتِها قائلاً:

-نعمْ يا صغيرتِي الحلوة. والآنَ تعالي، سأكونُ زَوْرَقًا، وستصعدِينَ على ظهري ونسبحُ معًا في كلِّ نقطة ماءٍ من هذا البحر.

حينَ حَلَّ الغروبُ، وانعكَسَتْ أشعتُهُ الذهبيةُ على البحرِ، كانتْ شَادِنُ سعيدةً ومُمْتَنَّةً؛ فَقَدْ تحقَّقتْ أُمْنِيَتُهَا الصغيرةُ بالتخلُّصِ من خوفِها من البحرِ الكبير.

 

الخلاصة

تذهب شادن برفقة والديها إلى الشاطئ الذهبي لقضاء إجازة العيد، وكعادتها تلعب على الشاطئ ولا تدخل إلى البحر، وعند غروب شمس اليوم الأول تهمس شادن للموجات بأن تحقق لها أمنيةً. يأتي اليوم التالي وشادن متحمسةٌ للعب مع والديها على الشاطئ، فجأةً وبينما كانت تجمع الأصداف، تقفز سمكةٌ كبيرةٌ إلى الشاطئ ولا تستطيع العودة. ترغب شادن بمساعدة السمكة على النجاة، وبعد تفكيرٍ وجهدٍ يتحقق لها ذلك، لكنّ شادن تكتشف بأنها أيضاً قد حققت أمنيتها التي همست بها للموجات. 

الكاتبة: مها ناجي صلاح

كاتبة قصة ومهتمة بأدب الطفل، عضو اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، حاصلة على ماجستير تسويق من الأكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية في العام 2016 وهي مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة إبحار للطفولة والإبداع الثقافية منذ العام 2004 حتى 2016. عملت في مجال الإدارة الثقافية وشاركت في إدارة العديد من الأنشطة الأدبية والثقافية داخل وخارج اليمن. صدر لها عدد من الكتب في مجالي القصة القصيرة وأدب الطفل، وحصلت على جائزة الابتكار من الدرجة الأولى في العام 2014م من cacbank ، كما حصلت قصتها “خطوط شذى” على المركز التاسع في مسابقة قصص الأطفال التي نظمها المركز الدولي للطفولة في الأردن “سيسلد” في العام 2015 للفئة العمرية من 4-6 سنوات.

آخر الإضافات

Nach oben scrollen