- 4916095470403+
- board@dadd-initiative.org
طائر ميساء الجميل
مبادرة ض – قصص مؤلفة

- التصنيف: حكايات وحوار
- عدد التحميلات : 50
- نوع الملف: PDF
- تأليف: لمياء سليمان
وصف القصة
“رحلة البحث عن الحقيقة: استكشاف قصة طائر ميساء الجميل“
الوصف:
تستكشف هذه القصة رحلة مثيرة لاكتشاف الحقيقة وراء أسرار الحرية والحب من خلال علاقة ميساء بطائرها الجميل. هذا العمل الأدبي يثير الفضول ويشد القارئ بأحداثه المشوقة والدروس القيمة.
المقدمة:
تحب ميساء طائرها العجيب الجميل، ومن شدة حرصها عليه تقرر حبسه في قفص حتى لا يبتعد عنها، فكيف جرت الأمور بين ميساء وطائرها يا ترى؟ دعونا نقرأ ونعرف.
نبذة عن القصة:
تتناول قصة طائر ميساء الجميل موضوع احترام حريات الآخرين بأسلوب شيق. تحفل القصة بمفاجآت مذهلة تجذب القارئ، وتدفعه للتفكير في معنى الحب الحقيقي والحرية، مع نهاية مثيرة تترك أثراً عميقاً.

أَمسَكَتْ مَيساءُ عُلبَةَ الألوانِ
وَراحَتْ تُفَكِّرُ ماذا تَرْسُمُ، كانَتِ
الوَرَقَةُ بَيضاءَ تَماماً، وَمَيساءُ
الصَّغيرةُ مُحتارَةٌ أَمامَها، الوَرَقَةُ
مُغرِيَةٌ وَتُشَجِّعُ عَلى الرَّسمِ بِالفِعلِ.

رَسَمَتْ مَيساءُ بَيتاً ثُمَّ شَجَرَةً ثُمَّ باقَةَ ورد حَمراءَ، وَكُلَّما انتَهَتْ مِنْ رَسمِ شَيءٍ ما تُعيدُ النَّظَرَ إلَيْهِ وَتَجِدُهُ غَيرَ مُقنِعٍ، وَتَقولُ لِنَفسِها وَهيَ تُمَزِّقُ لَوحةً بَعدَ أُخرى: لا بُدَّ أنَّني أَستَطيعُ أَنْ أَرسُمَ أَشياءَ أَكثَرَ جَمالاً.

حَتّى خَطَرَ ببالِها أَنْ تَرْسُمَ طائِراً مُختَلِفاً عَنْ كُلِّ الطُّيورِ، طائِراً تَنسُجُهُ
في مُخَيِّلَتِها وَلا يُشبِهُ غَيرَهُ، وَبِالفِعلِ بَدَأَتْ مَيساءُ بِرَسمِ طائِرٍ
غَريبِ الشَّكلِ، جَعَلَتْ لَهُ صَفّاً طَويلاً مِنَ الرّيشِ الأَخضَرِ المُخَطَّطِ،
وَتَحتَوي كُلُّ ريشَةٍ بُقَعاً تُشبِهُ شَكلَ العَينِ،
يَقومُ هذا الطّائِرُ بِنَشرِ ريشِهِ بِشَكلِ مِروَحَةٍ عَظيمَةٍ،
تَفَنَّنَتْ مَيساءُ في رَسمِ بَقِيَّةِ
الرِّيشِ الَّذي يُغَطّي جَسَدَهُ
وَتَلوينِهِ بِالأَبيَضِ، وَالأَحمَرِ،
وَالأَخضَرِ، وَالأَزرَقِ. لَقَدْ صارَ الطّائرُ
المَرسومُ عَجيباً وَلا يُشبِهُ أيَّ طائِرٍ آخَرَ!

وَلِشِدَّةِ ما أَحَبَّتْهُ خَشِيَتْ أَنْ تَصحوَ في الصَّباحِ فَلا تَجِدَهُ عَلى الوَرَقِ،
إنَّهُ طائِرٌ مُدهِشٌ وَتُريدُ الاحتِفاظَ بِهِ، لا يُمكِنُ أَنْ تَسمَحَ لَهُ بِالتَّحليقِ
بَعيداً لِيمتَلِكَهُ أَحَدٌ غَيرُها،
فَسَأَلَتْ نَفسَها وَفَكَّرَتْ كَثيراً كَيفَ تَمنَعُهُ مِنَ الطَّيَرانِ.

قامَتْ بِتَعديلِ الرَّسمِ فَمَنَحَتِ الطّائِرَ وَزناً إضافِيّاً؛ حَتّى لا يَتَمَكَّنَ مِنَ التَّحليقِ بَعيداً، وَزيادَةً في الحِرصِ امتَدَّتْ يَدُ مَيساءَ إلى اللَّونِ الفِضِّيِّ وَراحَتْ تَرسُمُ قَفَصاً صَغيراً يُناسِبُ طائِرَها. حَرَصَتْ عَلى أنْ تُزَركِشَهُ بِمَجموعَةٍ جَميلةٍ مِنَ النُّقوشِ لِكَيْ يَكونَ سَعيداً فيهِ، كانَ قَفَصاً مُزَركَشاً وَمُتقَناً، وَلكِنَّهُ في النِّهايَةِ مُجَرَّدُ قَفَصٍ وَلا شَيءَ فيهِ يَدعو إِلى الإعجابِ، رَسَمَتْ لَهُ قِفلاً صَغيراً وَأَغلَقَتْهُ عَلى طائِرِها وَذَهَبَتْ إلى فِراشِها لِتَنامَ.

نامَتْ مَيساءُ نَوماً عَميقاً وَهِيَ تَحلُمُ بِالطّائِرِ الَّذي سَتَلعَبُ مَعَهُ صَباحاً، وَتَستَمتِعُ بِالنَّظَرِ إلى أَلوانِهِ وَتَحديداً إلى ريشِهِ المَنفوشِ، ضحِكَتْ مَيساءُ في سِرِّها، طائِرٌ بِريشٍ مَنفوشٍ؟! لَمْ يُشاهِدْ أَحَدٌ مِنْ قَبلُ شَيئاً كَهذا!

وَلكِنْ عِندَما جاءَ الصَّباحُ وَفَتَحَتْ مَيساءُ دَفتَرَها فوجِئَتْ بِما رَأَتْهُ، كانَتْ أَلوانُ الطّائِرِ تَكادُ تَختَفي، وَصارَ لونُهُ كَئيباً وَريشُهُ المَنفوشُ لا يَكادُ يُرى، أَدرَكَتْ مَيساءُ أنَّ القَفَصَ هُوَ السَّبَبُ الَّذي جَعَلَ طائِرَها حَزيناً، لَقَدْ كانَتْ أنانِيَّةً حينَ قرَّرَتْ حَبسَهُ لَدَيها.

لمْ تَتَمَكَّنْ مَيساءُ مِنْ مَحوِ القَفَصِ لِإخراجِ طائِرِها، وَلَمْ تَتَمَكَّنْ مِنْ مَسحِ القَفَصِ المَرسومِ بِعِنايَةٍ، حاوَلَتْ وَحاوَلَتْ دونَ جَدوى؛ لِذلِكَ قَرَّرَتْ أَنْ تَقُصَّ الحَيِّزَ الَّذي رَسَمَتْ فيهِ الطّائِرَ بِحَذَرٍ شَديدٍ كَيْ لا يَتَأَذَّى، تَمَكَّنَتْ أَخيراً مِنْ تَحريرِ طائِرِها، وَما إنْ رَفَعَتْهُ إلى الأَعلى حَتّى بَدَأَ ريشُهُ يَستَعيدُ زَهوَهُ، وَراحَ يَنفُشُهُ بِشَكلٍ عَجيبٍ وَهُوَ يَسيرُ نَحوَ الحُرِّيَّةِ خارِجَ القَفَصِ.

أَطلَقَتْ مَيساءُ عَلى طائِرِها اسمَ «الطّاووسِ»، وَرَسَمَتْ بَعدَ ذلِكَ طائِراً آخَرَ بَلِ اثنينِ وَثلاثَةً، وَهكَذا تَكاثَرَ هذا الطَّائِرُ العَجيبُ.

وَأَصبحَ النّاسُ يُشاهِدونَهُ في أماكِنَ كَثيرَةٍ وَيُسَمُّونَهُ أَيضاً «الطّاووسَ»، وَلكِنَّهُمْ يَتَساءَلونَ دائِماً: لِماذا يَنفُشُ الطّائِرُ ريشَهُ بِهذِهِ الصّورَةِ العَجيبةِ حيناً وَيَضُمُّهُ حيناً آخَرَ؟

مَيساءُ وَحدَها تَعرِفُ أَنَّ
الطّاووسَ كُلَّما تَذَكَّرَ
القَفَصَ ضَمَّ ريشَهُ بِكَآبَةٍ شَديدةٍ.

وَكُلَّما تَذَكَّرَ مَيساءَ
الَّتي وهَبَتْهُ الحُرِّيَّةَ،
نَفَشَ ريشَهُ لِيَستَمتِعَ
الآخَرونَ بِزَهوِهِ وَرَوعَتِهِ.

الخلاصة
تحب ميساء طائرها العجيب الجميل، ومن شدة حرصها عليه تقرر حبسه في قفص حتى لا يبتعد عنها، فكيف جرت الأمور بين ميساء وطائرها يا ترى؟ دعونا نقرأ ونعرف.
الكاتبة: لمياء سليمان
شاعرة وكاتبة أدب أطفال سورية، مقيمة في ألمانيا. حاصلة على إجازة في التربية وإجازة في الأدب العربي، عملت في الإعلام والتربية والتعليم. ناشطة في مجال العمل المدني، أسست Bedaya Organization في سوريا وهي المدير التنفيذي لـ .Schritte für soziale Entwicklung e.V في ألمانيا. صدر لها العديد من الأعمال في مجال أدب الأطفال واليافعين، وأنشأت مجلَّتي خطوات صغيرة وحنين عام 2015. أدارت العشرات من ورشات كتابة القصة القصيرة في مخيمات اللاجئين مع توفير آلاف من الكتب المجانية للأطفال. نالت عدة جوائز منها: جائزة الشارقة للإبداع العربي «المركز الأول»، جائزة الدولة لأدب الطفل “دولة قطر”«المركز الأول». جائزة القصة القصيرة لاتحاد الكتاب العرب “سوريا” «المركز الأول»، جائزة اتحاد طلبة سوريا في الشعر “مرتين”. تدير عدة مشاريع تعنى بأدب الطفل العربي بين سوريا وألمانيا.