- 4916095470403+
- board@dadd-initiative.org
عالم الفقاعات
مبادرة ض – قصص مؤلفة

- التصنيف: خيال و إبداع
- عدد التحميلات : 50
- نوع الملف: PDF
- تأليف: ندى عبدالكريم الفرا
وصف القصة
“رحلة حول تقدير الذات: استكشاف قصة عالم الفقاعات“
الوصف:
تستكشف هذه القصة الأفكار السلبية التي تواجه الأطفال وتؤثر على تقديرهم لذاتهم. من خلال عالم الفقاعات الخيالي، تقدم القصة طرقاً مبتكرة لمساعدة الأطفال على التعامل مع التحديات الذهنية وتعزيز ثقتهم بأنفسهم في المواقف الجديدة.
المقدمة:
يواجه الأطفال أفكاراً وأحكاماً قد تمنعهم من الاندماج في الأماكن الجديدة. تخبرهم هذه القصة أن هناك دائماً طريقة للتعامل مع الأفكار السلبية والتحديات التي تحتل تفكيرهم وتعيق اندماجهم.
نبذة عن القصة:
تتناول قصة “عالم الفقاعات” الأفكار السلبية التي يواجهها الأطفال وكيفية التغلب عليها. من خلال استعارة الفقاعات، تقدم القصة للقراء الصغار أدوات عملية لتحديد الأنماط الفكرية السلبية وتغييرها، مما يعزز تقدير الذات والثقة بالنفس في مواجهة التحديات اليومية.
كنانٌ طفلٌ في العاشرةِ من عمره، مليءٌ بالنشاطِ والحيوية، يسكنُ منزلًا واسعًا، لهُ حديقةٌ عشبها أخضرُ جميلٌ، وفيها أشجارُ تفاحٍ أحمرَ شهيٍّ، وبركة ُماءٍ تسبحُ داخلها سمكةٌ برتقاليةٌ صغيرةٌ حصلَ عليها هديةً من والده.

فرك مانجو عينيه وبحركةٍ ثقيلةٍ فتح النافذة، وبدأتِ النحلات بالرقص لتبلغ مانجو رسالة صديقته طماطم:

«صديقي العزيز مانجو
قابلتُ في مدرسة الخضروات زملاء ودودين يشاركونني حساء السكر، وعلى الرغم من الطبيعة الخلابة والناس الطيبين،
إلا أنني أشعر أن شيئاً ينقصني. أعتقد بأن هذا ما يسمونه الاشتياق، نعم أنا مشتاقٌ لك يا مانجو، وأريد أن نتحدث ونلعب ونمرح، وعلى الرغم من أنني فاكهةٌ، إلا أن تجار المملكة يرون أنني من الخضار، ولا أستطيع الذهاب إلى مدرسة الفواكه، كم أتمنى زيارتك قريباً.»

لم يكن يعرف مانجو المفاجأةَ التي تُحضّرها طماطم، وأعتقد أن الرسالة لا تعنيه، فالمسافات انتصرت على صداقته بطماطم، ولا بد أن يجد أصدقاءَ جدداً.
وقف أمام المرآة يحدّث نفسه قائلاً: انبعاجاتٌ وانحناءاتٌ. هل أنا حبة مانجا أم زجاجةٌ؟ وما هذا اللون البني المنقط الباهت؟ إنه كئيبٌ. لا عجبَ أن التلميذ الذي التقيتُ به في أول يومٍ في المدرسة ظنّ أنني حبة بطاطا ضلت طريقها إلى مدرسة الفواكه

لا عجبَ أنني لا أجد أصدقاء، ولا أحد يحبني حتى طماطم نسيتني، وفور ابتعادها عني أهملتني، لا وجود لأصدقاء يبقون للأبد، وإذ بهذه الأفكار تتكاثف حول مانجو، وتشكل قطراتٍ، والقطراتُ تنضم على بعضها وتكبر حتى شكلتْ فقاعةً كبيرةً حوله.

وعندما انتبه مانجو إلى الفقاعة الكبيرة المحيطة به، فزع وخرج من المنزل يصرخ: ساعدوني! ساعدوني! ساعدوني! ولكن لم يتحرك أحدٌ من المحيطين به وكأنهم لا يرونه.

وفجأةً قالتِ الفقاعة: توقفْ عن الصراخ. أنت تزعج سكان عالم الفقاعات. نظر مانجو حوله فوجد فقاعاتٍ كثيرةً، فسأل وهو يرتعش: كيف أتيتُ هنا؟ ردتِ الفقاعة: أنت طلبتَ المجيء إلى هذا العالم. رد مانجو مندهشاً: أنا؟ متى؟ كيف؟

أجابتِ الفقاعة مستغربةً: اليومَ صباحاً، وَقَفتَ أمام المرآة، وأعلنتَ كرهك لنفسك، وأنا أُدعى فقاعة كره الذات. أبعد عنك نظراتِ الآخرين التي تسبب لك هذا الشعور، والآن لا أحد يراك أو يسمعك، وهكذا لا تؤذيك الكلماتُ أو النظراتُ، فكل سكان عالم الفقاعات محبوسون داخل مشاعرهم.

بعضهم محبوسٌ داخل فقاعة الحزن، وآخرُ داخل فقاعة الغضب، وغيره داخل فقاعة الوحدة. ظن مانجو أن الفقاعاتِ تخلصه من حاجته إلى الأصدقاء، ومن اهتمامه بآراء الآخرين.

مرتِ الساعاتُ، وإذ بالباب يُقرع. نظر مانجو ووجد طماطم تفاجئه بالزيارة. سعِد مانجو برؤيتها فاهتزتِ الفقاعة قليلاً ولكنها لم تنقشع، ومنعتِ الفقاعةُ الشريرةُ اللقاءَ المليءَ بالمرح بينه وبين صديقته.

جلس مانجو يراقب طماطم ويفكر: ربما أنا منبعجٌ، ولكن انبعاجاتي ساعدتني في صدّ الكرة عندما كنت ألعب مع طماطم، وربما لوني داكنٌ، ولكنّ طماطم تحبه وتراه مميزاً، وعالم الفقاعات مملٌّ لا لعبَ فيه ولا الدراسةَ التي أحب.

ومع كل فكرةٍ جميلةٍ خرجتْ من مانجو، انطلقت طاقةٌ تبدد فقاعة كره الذات شيئاً فشيئاً حتى عاد إلى عالم مملكة النبات، وفتح الباب لطماطم وقضيا وقتاً ممتعاً.

أخبر مانجو طماطم عن الفقاعة الخبيثة التي سحبته إلى عالمها الموحش الممل، فقالت له إنّ عليه أن يتكلم ويعبر عما يحب ويعرف ما يحب الآخرون، وهكذا سيجد من يتفاهم وينسجم معه ويصبح صديقه.

في اليوم التالي ذهب مانجو إلى المدرسة، وعلى الرغم من أنه كان يتكلم بخجلٍ، ووجهه محمرٌّ إلا أنه بدأ يتعرف على زملائه، وأصبح يعرف كم تحب التفاحة الركض، وكم يجعل التزلج الموزة سعيدةً، وأخبرهم مانجو كم يحب النحل الطنان.

الخلاصة
يواجه الأطفال أفكاراً وأحكاماً قد تمنعهم من الاندماج في الأماكن الجديدة. تخبرهم هذه القصة أن هناك دائماً طريقة للتعامل مع الأفكار السلبية والتحديات التي تحتل تفكيرهم وتعيق اندماجهم.
الكاتبة: ندى الفرا
طبيبة فلسطينية من غزة، متطوعة في مبادرة ض وموسوعة ويكيبيديا ومؤسسة ويكيميديا منذ سنوات. أشرفت على جميع مراحل مشروع حكايات ض1 للترجمة، والذي نتج عنه أكثر من 100 قصة مترجمة للطفل والنشء العربي. ندى شغوفة بالقراءة ومهتمة بإثراء محتوى اللغة العربية على الإنترنت وما زالت جهودها مهمة وملهمة للآخرين في التطوع لخدمة اللغة العربية والثقافة العربية.