- 4916095470403+
- board@dadd-initiative.org
لماذا لا تقرا يا لؤي
مبادرة ض – قصص مؤلفة

- التصنيف: حكايات وحوار
- عدد التحميلات : 50
- نوع الملف: PDF
- تأليف: بسمة الخاطري
وصف القصة
“رحلة حول اضطراب القراءة: استكشاف قصة لماذا لا تقرأ يا لؤي؟“
الوصف:
تستكشف هذه القصة تجربة لؤي مع عسر القراءة، وهو اضطراب تعلم يؤثر على قدرة الطفل على القراءة رغم ذكائه الطبيعي. تقدم القصة نظرة ثاقبة حول تحديات عسر القراءة وكيفية التغلب عليها، مما يساعد الأطفال وأولياء الأمور على فهم هذا الاضطراب وطرق التعامل معه بشكل إيجابي.
المقدمة:
لؤي طفل ذكي، يحب المدرسة، ويحب القراءة.
لكن لؤي يعاني من مشكلة، ويواجه الكثير من التحديات.
تُرى ما التحديات التي يواجهها لؤي؟!
وما المفاجأة التي تنتظره؟! تعالوا لنقرأ القصة ونكتشف .
نبذة عن القصة:
تتناول قصة “لماذا لا تقرأ يا لؤي” اضطراب القراءة، وهو حالة ذات منشأ عصبي غير مرتبطة بأي إعاقة عقلية أو حسية، ولا ترتبط بعوامل ثقافية أو بيئية أو عدم الرغبة في الدراسة. تقدم القصة رحلة لؤي في فهم وتجاوز تحديات عسر القراءة، مما يوفر رؤية ملهمة للأطفال الذين قد يواجهون صعوبات مماثلة وأسرهم، ويشجع على التفهم والدعم المجتمعي لهذه الحالة.
القصة
أريدُ أن أقرأَ كتاباً مُدهشاً، هذا الكتابُ يبدو مُثيراً .. كم أتلهفُ إلى قراءتِه، لكنني لا أجيدُ القراءةَ .. قالها لؤي في نفسِه حزيناً.

ثُمَّ سَمعَ فَجأةً صوتاً من بينِ صَفحاتِ الكتابِ يقولُ: مرحبًا!
حَدّق لؤي مندهشاً، ثم قال: من أنت؟

اسمحْ لي بأنْ أقدِّمَ لكَ نفسي: اسمي أديسون، العالِم الّذي أضاءَ العَالمَ بالكهرباءِ.

أجابَ لؤي: أديسون؟
مَنْ هو أديسون؟ أنا لا أعرفُكَ،
وماذا تفعلُ في هذا الكتاب؟ بالتأكيدِ
لديكَ عملٌ هنا، أمّا أنا فلا فائدةَ منّي،
يُناديني أصدقائي بالفاشلِ، لأننّي لا أستطيعُ
القراءةَ مَهما حاولتُ جاهدا.

بلطفٍ أجابَ أديسون: يا صديقي لا تحزنْ، سوف أطلعكَ على بعضِ أَسراري، أنا أيضًا كان لدي صُعوبةً في تَمييزِ الحروفِ والأرقامِ، كنتُ أخلطُ بينَ الطّاءِ والظّاء، وبينَ الاثنين والسّتة، ولا أستطيعُ تذكّر أنّ السَين تأتي بعدَ الشّين مَثلاً ..

يا إلهي .. هَتفَ لؤي بحماسٍ، أنا أيضًا يَحدث معي نفسُ الشّيء.
أجابَ أديسون: إذن سَأخبركَ بسرٍ آخر، كنتُ لا أحسنُ إغلاقَ أزرارِ قَميصي، ولا تمشيطَ شَعري، ولا حتى ربطَ حِذائي.

أووه .. هذا ما يحدثُ مَعي أيضاً، فتحتارُ أمي دائماً، ويظنُ الجميعُ أنني كَسولٌ، أذكرُ مرةً أنَّ أصدقائي تَشاجروا مَعي حينَ لم أستطعْ التقاطَ الكرةِ الّتي قَذفوها نَحوي، فذَهَبَتْ بَعيداً خلفَ السّورِ.

ذلك ما تَظنّه يا لؤي، سأخبركَ بسِر آخرَ: ألبرت أينشتاين كانَ يحدثُ معهُ نفسُ الشّيء وليوناردو دافنشي الرسامُ الكبيرُ أيضًا، كلهم عانوا من صُعوبةِ القراءةِ مثلنا، ولكنّهم تَحملوا بكلِّ شَجاعةٍ، وفاجئوا الجميعَ باختراعاتِهم العَبقريةِ.

أيها العالمُ أديسون، هل كنتَ تشعرُ بأنَّ الكلماتِ موجودةٌ في رأسِكَ ولا تستطيعُ استخدامها؟

بكلِّ تأكيدٍ. هذا ما يحدثُ.
-هل كانتْ الحروفُ تتداخلُ، وتتباعدُ أحيانًا؟
-نعم.

هل كانتْ ترقصُ وتتصارعُ أمامَ عينيك فتشعرُ بالانزعاجِ ..؟
نَعم تماماً، هذا ما يحدثُ يا لؤي، سوفَ أخبركَ قصّةً: مرّةً طلبتْ منّي المعلمةُ أنْ أحلَّ مسألةَ رياضياتٍ، وفوراً بدأتْ الأرقامُ تتحولُ أمامي إلى بالوناتٍ، وكراتٍ، وسياراتٍ، كان مشهدًا مثيرًا للغايةِ.

كأنني في مهرجانٍ للبالوناتِ، أو دخلتُ إلى ملعب لكرةِ القدمِ، أو حضرتُ سباقًا للسيارات! وقفتُ طويلاً أمامَ الّلوحِ، حتى انتهى الوقتُ! وإذا بضجيجٍ يملأُ المكانَ! إنّه صوتُ المعلّمةِ تُوبخني! وصوتُ أصدقائي يَسخرون منّي.

هم لا يعرفونَ ما يحدثُ مَعنا، وأنّنا لسنا وحدنا، هناكَ الكثيرون مثلنا.

ذاتَ مرّةٍ كادتْ تدعسُني سيارة وأنا في طَريقي إلى البيتِ، لم أستطعْ التركيزَ، بسببِ حركةِ السياراتِ. لم أستطعْ قراءةَ اللوحاتِ بسبب انعكاسِ الضّوء عليها. وكانتْ الأصواتُ مشوشةً من حولي،شعرتُ بالخوفِ وخيبة الأملِ، وتمنيتُ لو أنَّ لي جناحين أطيرُ بهِما إلى البيت.
والآن يا لؤي، هل أنتَ مستعدٌ لنقرأَ معًا؟
نَعم… بكِلِّ تأكيدٍ… أنا متلهفٌ ومستعدٌ يا صديقي أديسون.

بعدها بأشهرٍ وبقراءةِ عددٍ من الكتبِ المدهشةِ والجميلةِ، استطاعَ لؤي القراءةَ، وتمييزِ الحروفِ والأرقامِ والكلماتِ، كما أصبحَ قادراً على ارتداء ملابسِه بنفسِه، وربطِ رِباط حذائه وتمشيط شعره، ولعب الكرة مع أصدقائه، إنه يشعرُ بثقةٍ كبيرةٍ الآن ..

أما أديسون . . فقد عادَ إلى صفحاتِ الكتابِ سعيداً وهو يرى ابتسامةَ لؤي.

عسر القراءة – الدسليكسيا
اضطراب في القراءة ذو منشأ عصبي خارج نطاق أية إعاقة عقلية أو حسية، وغير مرتبط بعوامل ثقافية أو بيئية أو بعدم الرغبة في الدراسة، ويكون معدل الذكاء لدى الشخص الذي يعاني من هذا الاضطراب عادياً أو فوق العادي
الخلاصة
لؤي طفل ذكي، يحب المدرسة، ويحب القراءة.
لكن لؤي يعاني من مشكلة، ويواجه الكثير من التحديات.
تُرى ما التحديات التي يواجهها لؤي؟!
وما المفاجأة التي تنتظره؟!
تعالوا لنقرأ القصة ونكتشف . . .
الكاتب: بسمة الخاطري
كاتبة عمانية تكتب في أدب الطفل، وتعد البرامج الإذاعية والتلفزيونية، حاصلة على درجة الماجستير في تكنولوجيا التعليم، ألفت ما يزيد عن 50 كتابا للطفل، ولها عدد من الأبحاث والمقالات التربوية المنشورة، كما عملت كأمينة تحرير في عدد من مجلات الأطفال، وشاركت في إدارة تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لبناء ثقافة الطفل لدى وزارة التربية والتعليم في سلطنة عمان.