- 4916095470403+
- board@dadd-initiative.org
ماذا سنقول لفأرة
مبادرة ض – قصص مؤلفة

- التصنيف: حكايات وحوار
- عدد التحميلات : 50
- نوع الملف: PDF
- تأليف: لبني على صالح
وصف القصة
“رحلة بحروف صغيرة: استكشاف قصة “ماذا سنقول لفأرة”
الوصف:
في هذه القصة المؤثّرة، نقترب من العالم البسيط الدافئ حيث قد يتوقف صوتنا أمام مخلوق صغير، نتساءل ماذا نرتّب له من كلمات.
المقدمة:
تلتقي في القصة فتاة أو طفل بفأرة صغيرة بطلة، فتتساءل في صمت: “ماذا سأقول لها؟” ليس فقط كلمات، بل مشاعر نرغب في نُقلها. ماذا كانت تلك اللحظة داخل قلب الطفل؟ دعونا نغوص معًا في تفاصيل هذا اللقاء الصامت.
نبذة عن القصة:
تحكي القصة عن طفل يتساءل ماذا يمكن أن يقول لفأرة صغيرة صادفها، فيتأمل معنى الحوار مع الكائنات من حوله.
.
وَضعتْ الفأرة أمام جارها الأرنب حُزمَةً مِن السَّنابلِ الخَضراءِ وهي تقولُ: سَأتركُ
هذهِ الحُزمةَ عِندكَ يا أرنبُ، اهتم بها حتى أرجع.
لمعت عينا أرنب وهو يرى الحزمة الطريَّة الشهيَّة، وقفز يدور حولها وهو يقول:
إلى أين ستذهبين يا فأرة؟
كنانٌ طفلٌ في العاشرةِ من عمره، مليءٌ بالنشاطِ والحيوية، يسكنُ منزلًا واسعًا، لهُ حديقةٌ عشبها أخضرُ جميلٌ، وفيها أشجارُ تفاحٍ أحمرَ شهيٍّ، وبركة ُماءٍ تسبحُ داخلها سمكةٌ برتقاليةٌ صغيرةٌ حصلَ عليها هديةً من والده.

ابتسمت فأرة وردّت بمرح: سأُحضر المزيد منها.
صاح أرنبُ بحماسة:
سَوفَ أُساعدك.
هزَّت فأرة رأسها: لا، إذا ذَهبتَ معي فمَن سَيَحرسُ الحزمة؟
فكَّرَ أرنب، ثم جلس على الأرض، وقال: حسنًا، سأبقى هنا لكن أسرِعي.
أسرعت فأرة، وظلَّ أرنب يَحرسُ الحُزمة.

السنابل خضراء وتبدو لذيذة. بدأ أرنب يعدّ: واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، خمسة، ستة، سبعة، ثمانية، تسعة، عشرة.
لم ترجع فأرة بعد، وأرنب يريد أن يتسلّى فعدّ من جديد: عشرة، عشرون، ثلاثون، أربعون، خمسون، ستون، سبعون، ثمانون، تسعون، مئة.

فجأة سمع صوت
قنفذ وسنجاب:
مائة، مئتان، ثلاثمائة، أربعمائة، خمسمائة، ستمائة، سبعمائة، ثمانمائة، تسعمائة، عشر مائة.
ضحك أرنب وقال :
بعد تسعمائة نقول
ألف يا أصحاب.

هزَّ قنفذ أشواكه الطويلة،
وقال وهو ينظر بِنَهمٍ إلى الحزمة: ما كُلُّ هذا الطعامِ الشهيِّ؟ إنها وليمةٌ كبيرة.
رَدَّ أرنبُ: ليست لي، فأنا أَحرسُها فقط. قالَ قنفذ: تبدو لذيذةً.
سَأل سِنجاب: هل سَتشاركنا هذا الطعامَ يا أرنب؟
قال أرنب: لا أستطيع، إنَّها ليست لي، إنها لفأرة.
قال قنفذ: لن تغضبَ فأرةُ لو تذوَّقنا القليلَ منها فقط.
فَكَّر أرنبُ ثُمَّ قالَ: أَظنُّ ذلك.
قال سنجاب: إذًا سنأكلُ القليلَ فقط.

أَكلَ سنجابُ من الأَعشابِ، وأَكلَ أرنبُ، وكذلكَ أَكلَ قنفذ.
ثم أكل أرنب وقنفذ وسنجاب مرة ثانية، ثم أكلوا جميعا مرة ثالثة.
قالَ أرنب بمرح: إنَّها لذيذة.
قالَ سنجاب وهو يَضرِبُ على بطنه: أجل، لذيذةٌ جدًا.

قالَ قنفذ بفزع: يا أصحاب لقد أكلناها كُلَّها.
سَألَ سِنجاب بقلقٍ: ماذا سنقولُ لفأرة؟
قدْ تغضبُ منَّا عندما تَرجعُ وتَجدُ
أننا أكلنا الحزمة كلها.
فَكَّر أرنب وقال:
سنقولُ لها إِنّ مخلوقاً سَرقَها.
قالَ سِنجاب: لن ينفعَ، سَتسألنا عن شَكلِ هذا المخلوقِ، ماذا سَنقولُ لها؟ قالَ قنفذ: نقولُ لها إِنَّ لَهُ أربعةُ أَقدامٍ، ويمشي ببطءٍ.
قالَ أرنب: سَتقولُ إِنَّ المخلوق هو الخالةُ سلحفاة،

فَكَّر سنجاب: سنقولُ لها إِنّ له أربعة أقدام، وإنهُ طويل.
قال قنفذ: ستقول فأرة إنّ المخلوق هو الخالَةُ زرافة.

فكَّر أرنب: سنقولُ لها إنَّ لهُ أربعةُ أقدامٍ،
وإنه طويلٌ، و يحمل على رَأسهِ قرنين.
قال سنجاب: ستقولُ إنَّ المخلوق هو العَمُّ غَزال. صاح قنفذ: ما هذه الورطة ولماذا علينا أن نكذِبَ؟

جاءت فأرة تحمل
حزمة جديدة وقالت:
مرحبًا يا أصحاب.
نَظرت حَولها وسَألت :
أين الحُزمة يا أرنب؟

قال أرنب وسنجاب وقنفذ بصوتٍ واحدٍ: نعتذرُ يا فأرة! لقد أكلناها.

ضَحكت فأرة وقالت: هناكَ حَقلٌ كبيرٌ منها، سأدلُّكم على مكانه، وستجمعون لي حُزمةً جَديدة.

الخلاصة
تثق فأرتنا بالأرنب وتطلب منه الحفاظ على وليمة الأعشاب اللذيذة حتى تعود. يوافق الأرنب، ولكنه يبدأ في التفكير بالتهام الطعام والكذب على الفأرة عندما تعود. فهل فعل ذلك يا ترى أم أنه تراجع عن ذلك؟ لنقرأ ونعرف ما حدث.
الكاتبة: زينب صالح
كاتبة وروائية ومترجمة صدر لها العديد من المنشورات، حائزة على ماجستير في الإدارة التربوية ودبلوم في كتابة السيناريو.
مدربة على الكتابة في لبنان والعالم العربي، أسّست شركة inspire me لخدمات الكتابة والترجمة لتترك بصمتها في عالم الأدب والثقافة.