Initiative Dadd Freiwilligenarbeit

مزدوجة الضفيرة

مبادرة ض – قصص مؤلفة

وصف القصة

“رحلة حول التضحية: استكشاف قصة مزدوجة الضفيرة

الوصف:
تستكشف هذه القصة معنى التضحية من خلال قرار بسمة بقص ضفيرتها الطويلة التي تحبها من أجل أمها. هذا العمل الأدبي يقدم دروساً قيمة للأطفال عن الحب والتضحية والتعاطف، ويظهر كيف يمكن للأفعال البسيطة أن تحدث تأثيراً كبيراً في حياة من نحب.

المقدمة:
بسمة تحب ضفيرة شعرها الطويلة، لكنها تقرر أن تقصها بعد أن أجرت أمها جراحة في رأسها، اضطرتها لإزالة شعرها. تفاجئ بسمة أمها بقص الضفيرة، بمساعدة الخالة سلمى. وينمو شعر بسمة وأمها معا، فماذا فعلت بسمة بضفيرتها المقصوصة يا ترى؟

نبذة عن القصة:
تتناول قصة “مزدوجة الضفيرة” تضحية فتاة صغيرة بضفيرة شعرها من أجل أمها. تقدم القصة رحلة عاطفية تدفع القارئ الصغير للتفكير في معنى الحب والتضحية، وكيف يمكن للأطفال أن يساهموا في دعم أحبائهم خلال الأوقات الصعبة، مما يعزز قيم التعاطف والإيثار في نفوسهم.

أنا بَسمَةُ وَهذهِ ضَفيرَتي،

 أنا أُحِبُّ ضَفيرةَ شَعري كَثيراً. ضَفيرَتي تُشارِكُني مُغامَراتي وَتَذهَبُ مَعي في كُلِّ مَكانٍ،

 عِندَما أَجري تَجري ضَفيرَتي وَرائي، عِندَما أَقفِزُ تَقفِزُ مَعي. 

 أَهتَمُّ بِشَعري وَأغسِلُهُ جَيِّدا عِندَما أستَحِمُّ، وَبَعدَ أنْ أُجَفِّفَهُ أُنادي أُمّي كَي تُضَفِّرَ لي شَعري، تَجلِسُ ماما وَرائي وَبِيَدَيها الجَميلَتَينِ تُضَفِّرُ شَعري وَهِيَ تُغَنّي لي.

 كُلَّ مَرَّةٍ تُضيفُ أُمّي إلى ضَفيرَتي شَيئاً جَديداً، فَمَرَّةً تُضَفِّرُ مَعَها شَريطاً مِنَ السّاتانِ أَحمَرِ اللَّونِ يَنتَهي بِفيونكَةٍ رائعةٍ، وَمَرَّةً أُخرى تَضَعُ مَشابِكَ عَلى شَكلِ الوُرودِ.

 وَكَثيراً ما خَبَزَتْ أُمّي مِنَ العَجينِ فَطيرَةً جَميلَةً عَلى شَكلِ الضَّفيرَةِ، طَعْمُها لَذيذٌ وَأُحِبُّها؛ لِأَنَّها تُشبِهُ ضَفيرةَ شَعري.

       لكنَّ أُمّي تَغَيَّرَتْ مُنذُ فَترَةٍ، لَمْ تَعُدْ تَصنَعُ لَنا فَطيرةَ الضَّفيرَةَ، وَلَمْ تَعُدْ تُغَنّي لي وَهِيَ تُضَفِّرُ شَعْري، وَعِندَما سَأَلتُها قالَتْ لي أنَّها تُعاني مِنَ الصُّداعِ، وَسَتَذهَبُ لِرُؤيَةِ الطَّبيبِ مَعَ أبي، تَعَلَّقتُ بِيَدِ أُمّي وَقُلتُ: سَأَذهَبُ مَعَكِ إلى الطَّبيبِ مِثلَما تَذهَبينَ مَعي.

طَلَبَ الطَّبيبُ مِنّي أنْ أذهَبَ لِغُرفَةِ الألعابِ، كانَتِ الغُرفَةُ صَغيرةً وَفيها سِيّاراتٌ، وَقِصَصٌ، وَوَرَقّ، وَألوانٌ. لَعِبتُ قَليلاً ثُمَّ جاءَ أبي لِيَأْخُذَني وَنَذهَبَ إلى المَنزِلِ. 

في الطَّريقِ كانَتْ أُمّي ساهِمَةً، وَكذلِكَ أبي، لَمْ يَحْكِ لي طُرفَةً، وَلَمْ يَطلُبْ أنْ نَتَسابَقَ في عَدِّ غَيماتِ السَّماءِ كَعادَتِهِ. 

  عِندَما وَصَلْنا إلى البَيتِ ذَهَبَتْ أُمّي إلى غُرفَتِها، وَناداني أبي لِنُعِدَّ طَعامَ الغَداءِ، سَألْتُ أُمّي وَأنا أتَناوَلُ شَطائرَ اللَّحمِ اللَّذيذةِ الَّتي صَنَعَها أبي: أُمّي ما بِكِ؟ ابتَسَمَتْ وَلَمْ تَرُدَّ. 

في المَساءِ غَطَّتني أُمّي وَطَبَعَتْ عَلى جَبيني قُبلَة، لكنَّها لَمْ تَحكِ لي حِكايَةً قَبلَ النَّومِ. 

في الصَّباحِ استَيْقَظتُ نَشيطَةً، غَسَلتُ أَسناني وأخَذتُ المِشطَ في يَدي وَرُحتُ أُنادي: ماما هَل يُمكِنُكِ أنْ تُصلِحي ضَفيرَتي؟  جَلَسَتْ أُمّي وَمَشَّطَتْ شَعري وَصَنَعَتْ لي ضَفيرةً جَديدةً، ثُمَّ أَخَذَتني في أَحضانِها وَقالَتْ: بَسمَة، سَأَذهَبُ إلى المَشفى غَداً لِأُجرِيَ جِراحَةً بَسيطَةً، هَلْ يُمكِنُكِ أنْ تَهتَمّي بِنَفسِكِ؟ سَتَأْتي الخالَةُ سَلمى لِتَكونَ مَعَكِ لِأنَّ أباكِ سَيَصحَبُني، أعِدُكِ أنْ أخرُجَ مِنَ المَشفى بِسُرعَةٍ وَأكونَ عِندَك في المَساءِ.

 في اليَومِ التّالي استَيقَظْتُ مِنَ النَّومِ، وَذَهَبْتُ إلى حُجرَةِ أُمّي فَلَمْ أجِدْها، أقبَلَتِ الخالَةُ سَلمى وَاحتَضَنَتني وَهِيَ تَقول: لَمْ أرَكِ مُنذُ مُدَّةٍ، هَيّا نَتَناوَلِ الفُطورَ وَنُشاهِدَ الرُّسومَ المُتَحَرِّكَةَ. مَرَّ اليَومُ سَريعاً، وَفي المَساءِ دَقَّ جَرَسُ البابِ، كانَتْ أُمّي! جَرَيْتُ إِلَيها واحتَضَنتُها، كانَتْ مُرْهَقَةً وَذَهَبَتْ إلى النَّومِ.  

 في صَباحِ اليَومِ التّالي، ذَهَبتُ إلى غُرفَةِ أُمّي، كانَتْ تَبتَسِمُ لكِنَّها كانَتْ لا تَزالُ تَرتَدي غِطاءَ رَأسِها. جاءَتْ الخالَةُ سَلمى وَحَضَّرتِ الفُطورَ ثُمَّ جَلَسنا حَولَ مائدَةِ الطّعامِ، جَلَسْتُ بِجانِبِ أُمّي وَحَضَنتُها.

 وَرَفَعتُ يَدِي أُمَرِّرُها عَلى رَأسِها كَما اعتَدتُ، لكِنَّ أُمّي لا زالَتْ تَرتَدي غِطاءَ رَأسِها، مَدَدتُ يَدِي أرفَعُهُ لِألمِسَ شَعرَ أُمّي الجَميلَ، لكنَّ أُمّي أمْسَكَتْ يَدِي وَقالَتْ: بَسمَةُ، لا تَرفَعي غِطاءَ رَأسي. أجَبتُ بِلَهفَةٍ: لِماذا؟ هَلْ رَأسُكِ مَجروحَةٌ؟

 قالَتْ أُمّي: نَعَمْ يا بَسمَةُ، لَقَدْ أجَرَيْتُ الجِراحَةَ في رَأسي وَكانَ عَلى الطَّبيبِ أنْ يُزيلَ شَعري لِكي يَستَطيعَ أن يُجرِيَها. يا إلهي أُمّي أصبَحَتْ بِلا شَعرٍ! ذَهَبتُ إلى غُرفَتي حَزينَةً.

 ثُمَّ خَطَرَتْ لي فِكرَةٌ، هاتَفْتُ الخالَةُ سَلمى، وَبِصَوتٍ مُنخَفِضٍ شَرَحْتُ لَها فِكرَتي. في البِدايَةِ انزَعَجَتِ الخالَةُ مِنَ الفِكرَةِ؛ لِأنَّها تَعلمُ كَمْ أُحِبُّ ضَفيرَتي الطَّويلَةَ، لكِنَّها في النِّهايَةِ اقتَنَعَتْ بَعدَ أنْ سَأَلَتني: أواثِقَةٌ أَنتِ يا بَسمَةُ أنَّكِ لن تَحزَني بَعدَ ذلِك؟ قُلتُ لَها: نَعَمْ أنا مُتَأَكِّدَةٌ، فَصَديقَتي وَفاءُ قَصَّتْ شَعرَها وَكانَ شَكلُها جَميلاً. 

جاءَتِ الخالَةُ سَلمى تَزورُ أُمّي، وَقالَتْ لَها: بَسمَةُ أعَدَّتْ لَكِ مُفَاجَأةً وَطَلَبَتْ مُساعَدَتي، ابتَسَمَتْ أُمّي وَقالَتْ: سَتكونُ مُفاجَأةً جَميلَةً، مادامَتْ بَسمَةُ قَدِ اخْتارَتْكِ. 

      في غُرفَتي، قَصَّتْ لي الخالَةُ سَلمى الضَّفيرَةَ بِالمِقَصِّ، شَعَرْتُ بِدَغدَغَةٍ في رَأسي وَكُنتُ أضحَكُ، ثُمَّ مَشَّطَتْ لي شَعري. يَبدو شَكلي مُختَلِفا لكِنَّه لَيسَ سَيِّئاً أبَداً!

       كانَتْ آخِرُ خصلات شَعري مُتَمَوِّجَةً كَمَوجِ البَحرِ. قالَتْ الخالَةُ: سَيَكونُ تَمشيطُهُ سَهلاً جِدّاً، يُمكِنُكَ أنْ تَعتَني بِهِ بِنَفسِكِ، وَلا تَقلَقي، فَسَيَنمو شَعرُك ثانِيَةً وَتُصبِحُ ضَفيرَتُكِ طَويلةً في مُدَّةٍ قَصيرَةٍ.

وَضَعتُ ضَفيرَتي في عُلبَةٍ أنيقَةٍ وَذَهَبنا سَوِيّاً إلى حُجرَةِ أُمّي، طَرَقْتُ البابَ وَعِندَما أذِنَتْ بِالدُّخولِ قَدَّمْتُ لَها العُلبَةَ، وما إنْ فَتَحَتْها حَتّى نَزَلَتْ دُموعُها وَهِيَ تَبتَسِمُ. لَمْ أفهَمْ إنْ كانَتْ أُمّي حَزينَةً أَمْ سَعيدَةً، فَلَمْ أرَ أَحَداً يَبكي وَيَبتَسِمُ في نَفسِ اللَّحظَةِ مِنْ قَبْلُ، أشارَتْ لي أُمّي أنْ أقتَرِبَ مِنْ سَريرِها ثُمَّ ضَمَّتني إلَيها وَعِندَما سَألتُها إنْ كانَتْ فَرِحَةً أمْ غاضِبَةً، قالَتْ: حَزِنتُ لِأنّي أعلَمُ حُبَّكِ لِضَفيرَةِ شَعرِكِ، وَسَعِدْتُ لِأنَّكِ أرَدْتِ مُشارَكَتي أفضَلَ ما تَملِكينَ.

   ما إنْ مَرَّتْ شُهورُ الصَّيفِ حَتّى عادَ شَعري إلى نِصفِ طولِهِ، وَنَما شَعرُ أُمّي حَتّى وَصَلَ إلى بِدايَةِ كَتِفِها، جَرَّبنا كُلَّ طُرُقِ تَصفيفِ الشَّعرِ القَصيرِ سَوِيّاً، كُنّا نَضَعُ مَشابِكَ الشَّعرِ في كُلِّ الخُصلاتِ وَنأخُذُ الصُّوَرَ، فَمَرَّةً صَفَّفْتُ شَعري عَلى شَكلِ ثَلاثِ نَوافيرِ ماءٍ إلى الأعلى، وَمَرَّةً عَلى شَكلِ ذَيلِ أرنَبٍ مِنَ الجانِبَينِ، وَمَرَّةً تَرَكْتُهُ هكَذا بُدونِ شَيءٍ يَطيرُ مَعَ الهَواءِ. 

أمّا ضَفيرةُ شعري القَديمَةُ فَقَدْ زَيَّنْتُ بِها رَأسَ عَروسَتي فَأصبَحَتْ تَمتَلِكُ ضَفيرَةً جَميلَةً مُلتَفَّةً حَولَ رَأسِها كُلِّهِ.

ألا يَبدو شَكلُها جَميلاً؟

 

الخلاصة

بسمة تحب ضفيرة شعرها الطويلة، لكنها تقرر أن تقصها بعد أن أجرت أمها جراحة في رأسها، اضطرتها لإزالة شعرها. تفاجئ بسمة أمها بقص الضفيرة، بمساعدة الخالة سلمى. وينمو شعر بسمة وأمها معا، فماذا فعلت بسمة بضفيرتها المقصوصة يا ترى؟

الكاتبة: منى كمال هاشم

ولدت في القاهرة. تخرجت من جامعة عين شمس وسافرت إلى كندا. عملت مع القادمين الجدد والباحثين عن عمل. لها العديد من القصص المنشورة: سلسلة فيروز تطبيق نوري، مغامرة دانتيلا / مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي – قائمة قصيرة لجائزة اتصالات لعام ٢٠٢٢ – خمس قطط صغار/ دار أسفار. صورة على حائط غرفتي /تطبيق عصافير.

ولها كتابات قيد النشر: الخزانة العجيبة جدي وجدتي /مؤسسة كتابي أنا، «حسان وكعبول»، والتي حصلت على المركز الثالث – مكرر ضمن مسابقة تطبيق نوري للكتابة الفكاهية لأطفال في فبراير 2023، ومن الكتابات الأخرى: حطة خلدون / دار حمد بن خليفة، نعناعة مع مؤسسة النور، عندما تحققت الأمنيات مع دار رحيق الكتب، وبرطمان برهان مع دار بيت ريما.

آخر الإضافات

Nach oben scrollen