مبادرة ض التطوعية

خلاصة القصة

رحلة حول الهند: استكشاف قصة أغنية قبل النوم لهدى

 

تهوى هدى أن تنام على وقع أغنية خاصة تسمعها قبل أن تغفو. ليست مجرد كلماتٍ عابرة، بل هي عالم صغير يمنحها الأمان والسكينة، ويفتح لها بابًا من الخيال. فما حكاية هذه الأغنية؟ وما الذي يجعلها مختلفة عن غيرها؟ دعونا نقرأ ونكتشف معًا.

 

أَظْلَمَتْ السَّمَاءُ وَتَلَاشَى النَّوْرُ، وَغَابَ النّهَارُ وَظَهَرَ اللِّيْلُ.

كَانَتَ السَّماءُ مُظلِمةً وَمُمتِلِئةً بِوَمْضاتِ النُّجُومِ وَضوْءٍ خَافِتٍ.

 

جاءَتْ أمّ هُدَى وَوَضَعَتْهَا فِي السَّرِيْرِ.

«الآنَ انْتَهَيْنَا مِنْ قِرَاءَةِ القِصَّةِ يَا صَغِيْرَتِيْ، وَحَانَ الوَقْتُ لِنَقُوْلَ تُصْبِحِيْنَ عَلَى خَيْرٍ.، ثُمّ قَبَّلتْهَا عَلَى الرّأْسِ.

«لكِنِّي يَا أُمِّي لَمْ أَكْتَفِ مِنَ اليَوْمِ، أَيُمْكِنُنَا أَنْ نَقْرَأَ

أَوْ نَلْعَبَ قَبْلَ النّوْمِ.»

«لا، فَعِنْدَمَا يُنيرُ القَمَرُ السّمَاءَ، يَجِبُ أَنْ نَخْلُدَ

لِلنّومِ فِي المَسَاءِ.»

«اسْمَعِي يَا حَبِيبَتِي، حَتّى أَنّ صَرْصُورَ اللَّيلِ قَدْ أَوْضَحَ الأَمْرَ، فَصْوتُه عَلَامَةٌ عَلَى أَنّهُ قَدْ حَانَ وَقْتُ النّوْمِ.»

غَادَرَتْ أُمُّهَا الغُرْفَةَ وَأَضَاءَتْ المِصْبَاحَ اللِّيْلِيَّ، وَلَكِنَّ هُدَى جَلَسَتْ بِمُجَرَّدٍ أَنْ غَابَتْ أُمُّهَا عَنْ نَظَرِهَا.

«لَمْ أَكْتَفِ مِنْ هَذا اليَوْمِ بَعْدُ، فَالنّوْمُ لِلصّغَارِ وَأَنَا لَمْ أَعُدْ طِفْلَةً » وَمَسَحَتْ دُمُوعَهَا وَقَالتْ : سَأَطْلُبُ مِن جِنِيَّةِ الغَابَاتِ تَأْخُذَنِي بَعِيدًا. وَبَعْدَ لَحَظَاتٍ، ظَهَرَتْ جِنِيَّةُ الغَابَاتِ.

«أَرْجُوكِ يَا جِنِيَّةَ الغَابَاتِ أنْ تَأْخُذِينِي فِي مُغَامَرَة.» قَالَتْ الجِنِيَّةُ وَهِيَ تَتَثَاءَبُ: لا لَا، يا هُدى. يَجِبُ أَنْ تَنْتَظِرِي الفَجْرَ لِتَبْدَأَ المُغَامَرَةُ.

لَابُدّ أَنَّكِ مُتْعَبَةٌ بَعْدَ هَذا اليَوْمِ الطَوِيلِ، فَقَدْ ذَهَبْتِ إِلَى المَدْرَسَةِ، وَقُمْتِ بِعَمَلِ الوَاجِبَاتِ ثُمَّ لَعِبْتِ كَثِيرًا وَغَنِّيْتِ طَوِيْلًا. «لكِنْ يَا حِنِيَّةَ الغَابَاتِ، أَنَا لَا أُرِيدُ النَّوْمَ فَهَذَا أَمْرُ مُمِلُّ. فَلَا شَيْءَ يَحْدُتُ فِي النّوْمِ.» بَلِ العَدِيدُ مِن الأَشْيَاءِ تَحْدُثُ خِلالَ النَّوْمِ، فَعِنْدَمَا نَنَامُ نَرْتَاحُ وَنَحْلُمُ وَغَدًا سَنَكُونُ فِي حَالٍ أَفْضَلَ. وَإِذَا أَرَدْتِ أَنْ تَكُونِي قَوِيَّةً وَتَكْبُرِي، فَإِنَّهُ لا غِنى لَكِ عَنِ الْنَّوْمِ ليْلًا لِتَسْتَرِيْحِيْ.»

لَمْ تَفْتَنِع هُدَى بِكَلَام الجِنِيَّةِ، وَعَبَسَ وَجْهُهَا. «تَخَيَّلِي يَا هُدَى أَنَّكِ فِي البُسْتَانِ عَلَى سَرِيرٍ مِنَ الزُّهُوْرِ.» «وَمَا نَوْعُ تِلْكَ الزُّهُوْرِ؟» «إِنَّهَا زُهُورُ التُولِيْبِ، يَا حَبِيْبَتِي»

«يَا إِلَهِي، مَا أَرْوعَ أَلْوَانَ تِلكَ الزُّهُوْرِ!» «لِجَمَالِ الزُّهُوْرِ سِرْ، وَهُوَ النَّوْمُ في اللَّيْلِ. أَمَّا فِي الصَّبَاحِ، فَتَفْتَحُ الزُّهُوْرُ أَوْرَاقَهَا لِتَسْتَمْتِعَ بِالنُّوْرِ، وَتُرَحِّبَ بِزُوَّارِهَا مِن النَّحْلِ وَالطُّيُوْرِ.»

 

 

«وَيُحَوِّلُ النَّحْلُ اللُّقَاحَ إِلَى عَسَلٍ.»

«هَذَا صَحِيْحٌ يَا هُدَى.»

«مَا أَلذَّ العَسَلَ الذَّهَبِيَّ الشَّهِيِّ!» وتَثَاءَبَتْ هُدَى وَنَامَتْ عَلَى وِسَادَتِهَا.

فَعِنْدَمَا تَغِيْبُ الشَّمْسُ وَيَظْهَرُ قَمَرُ اللَّيلِ، تُغْلِقُ التُوْلِيْبُ أَوْرَاقَهَا لِتَرْتَاحَ في اللَّيْلِ.

«وَكَمَا أَغْلَقَتْ التُولِيْبُ أَوْرَاقَهَا الرَّقِيْقَةَ، أَغْمِضِي عَيْنَيْكِ وَانْعَمِي بِأحْلَامِكِ الهَنِيْئَةِ.»

 

«واذْهَبِي لأَرْضِ الأَحْلَامِ حَيْثُ تَلْعَبُ الخِرَافُ البَيْضَاءُ السَّاحِرةُ، وَغَدًا يَوْمٌ آخَر مَلِيْءٌ بِالمُغَامَرَاتِ المُسَلِّيةِ، وَمَعْ الرَّاحَةِ بِالنَّوْمِ المُبَكِّر، نَسْتَمْتِعُ بِالغَدِ أَكْثَر.»

وَفِي نِهَايَةِ القِصَّة، نَامَتْ هُدَى بِسُرْعَةٍ.

وَأَغْلَقَتْ جِنِّيَّةُ الغَابَاتِ أَجْنِحَتَهَا وَتَثَرَتْ الغُبَارَ السِّحْرِيَّ فِي غُرْفَتِهَا.

وَألْقَتْ عَلَيْهَا غِطَاءَ النَّوْمِ وَهَمَسَتْ فِي أُذُنِهَا: نَامِي جَيِّدًا يَا صَدِيقَتِي، وَتُصْبِحِينَ عَلَى خَيْر.

آخر الإضافات

Scroll to Top